حملة من «نوع آخر» كما وصفها شبان جدة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أطلق مجموعة من الشبان مسمى حملتهم «جدة بيتنا»، إذ تهدف إلى إيصال أصوات المجتمع بطريقة مغايرة إلى المسؤولين تحكي معاناة الأهالي مع كثرة الحفر في شوارع المحافظة، إضافة إلى معاناتهم مع حفر الصرف الصحي المكشوفة، والتي راح ضحيتها أخيراً طالب الثانوية عبدالله الزهراني. تضمنت حملة «جدة بيتنا» التي أطلقتها مجموعة من شبان جدة، مشاركة عدد كبير من عمد أحياء محافظة جدة، إضافة إلى مشاركة واسعة من الأهالي والشبان، فبعد أن أطلق عدد من المغردين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وسماً (هاشتاق) يحمل اسم «سيلفي حفرة»، جاءت مشاركات الأهالي والشبان على نطاق واسع من المحافظة، إذ سيتحرك المشاركون في الوسم في الكثير من الأحياء بحثاً عن الحفر، والتقاط صورة «سيلفي» بجوارها لتأكيد وجودها، وإيصال الصورة إلى المسؤولين لردمها وتخطي خطرها على الآخرين. ويوضح خبير المسؤولية الاجتماعية في مجموعة دلة البركة أيمن فلمبان، أن إسهام المجتمع في العمل التطوعي بإطلاق المبادرات الاجتماعية التي تتلمس ما يعانيه أبناء المجتمع، مؤشر إيجابي في إطلاق المبادرات والمشاركات الجديدة التي تهدف إلى إيصال صوت المجتمع إلى المسؤولين، وتدفع بالكثيرين للشعور بالمشاركة في التخلص من كابوس الحفر وأخطارها، وما تسببه من أضرار. ويشي فلمبان إلى أن العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه يُعد رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوع الخيري كما يقول، مضيفاً: «إن الانخراط في العمل التطوعي مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في المجالات كافة، ولابد من وجود مقومات وأسباب تأخذ به نحو النجاح، ولذلك من الأهمية بمكان معرفة أسباب النجاح ليتم الحرص عليها وتفعيلها وتثبيتها، وفي المقابل معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الفشل والإخفاق ليتم البعد عنها، وعلاجها في حال الوقوع فيها أو في بعضها».