قررت وزارة الداخلية الفرنسية خوض تجربة جديدة من نوعها في باريس لمناسبة قرب حلول فترة أعياد نهاية العام، تتلخص في تحويل باص كبير إلى مركز شرطة متنقل يطوف العاصمة ويتوقف في مراكزها الحساسة لا سيما السياحية، مثل ميدان الأوبرا وجادة الشانزليزيه ومرتفعات حي مونمارتر والحي اللاتيني وكاتدرائية نوتردام ومنطقة لا ديفانس. وكلها أماكن تزخر بالسياح بفضل شهرتها وجمالها وتوفر المخازن التجارية الكبيرة فيها. ويضاف إلى هذه الأماكن المركز التجاري الذي افتُتح حديثاً في قلب الدائرة الخامسة عشرة باسم «مركز بوغرينيل» والذي يؤوي عدداً كبيراً من المحلات والمطاعم ودور السينما، ويجذب يومياً حشوداً، إلى درجة أن من ينظر إلى الشارع المؤدي إليه من بعد يخال أن هناك تظاهرة في الطريق العام. والهدف الكامن وراء فكرة مركز الشرطة المتنقل هو الفاعلية في تلقي شكاوى المواطنين ضد السرقات والهجمات التي يتعرض لها هؤلاء في الأماكن المزدحمة والتي يتزايد عددها في شكل ملموس جداً في فترات الأعياد. وسيسمح المركز إياه وبفضل قرب وجوده من مسرح أي حادث، بإرسال الشرطة المتنقلة فوق دراجات إلى هذا المكان بل إلى الحي بأكمله، في أسرع وقت بحثاً عن النشالين وسواهم من المرتكبين. ومن فوائد المركز المتنقل أيضاً تسهيل الإجراءات الخاصة بتقديم الشكاوى وتقليل كمية الأوراق الرسمية المطلوب تعبئتها في هذه الحالة، إلى جانب توفر قسم طبي صغير في داخل الباص يتولى أفراده الإسعافات الأولية لضحايا الإعتداءات العنيفة في الطريق العام والمحلات، قبل نقل الضحايا إلى أقرب مستشفى إذا تطلب الأمر ذلك. ولوحظ خلال الأسابيع الأولى من وجود مركز الشرطة المتنقل، أن السياح يشكلون الجزء الأكبر من المترددين إليه، الأمر الذي يدفع بوزارة الداخلية إلى التفكير الجدي في تمديد العملية إلى ما بعد فترة الأعياد وربما تطبيقها في شكل مستمر نظراً إلى كون باريس مدينة تزخر بالسياح على مدار السنة.