أضاءت الفنانة أودري توتو مساء أول من أمس أول أشجار شارع الشانزليزيه، وذلك إيذانا ببدء احتفالات الفرنسيين باستقبال العام الميلادي الجديد. وسوف تبقى هذه الأشجار التي تمتد على طول الشارع مضاءة حتى 11 من يناير 2012، وتؤكد بلدية باريس أن إضاءة هذا العام تختلف تماما عن كافة الأعوام السابقة من حيث الكمية والابتكار، وأنها أكثر جرأة وجمالا وملاءمة للبيئة. وقد تم اختيار توتو فنانة فرنسا وسفيرة أناقتها، لتكون راعية احتفالات هذا العام، التي تبدأ بالإنارة لأهم شوارع باريس وأشهرها على الإطلاق، لأنها تعكس صورة فرنسا في العالم مثلها في ذلك مثل شارع الشانزليزيه، وقد رافقها في الاحتفال عمدة باريس برتران ديلانوي، ورئيس لجنة رعاية الشانزليزيه جان نويل راينهارت. تقول زينا زمود، فرنسية من أصل عربي: إن إضاءة الشانزليزيه تكتسب أهمية خاصة، فإلى جانب أنها جديدة في تصميمها، فإن أسلوب الإضاءة سيستمر منذ العام الحالي وحتى عام 2015، وبالنسبة لي فإني أحب فكرة الحلقات الضوئية التي سوف تنتشر على طول الشارع، من الجميل أن يرى الإنسان ما يقرب من مئتي شجرة مضاءة، وأن يتأمل هذه الانعكاسات على جانبي الشارع الكبير". أما فيكتور مالرو، (طالب في المرحلة الثانوية) فيذهب كل عام لرؤية الشانزليزيه بعد إضاءته، وهو شغوف جدا بفكرة هذا العام، مشيرا إلى أن فكرة الحلقات والمرايا الضوئية فكرة عصرية جدا، وسوف تجعل من الشانزليزيه قطعة نور متألقة. ويؤكد لنا سامح درويش، (طالب ثانوي من أصل عربي) أن الشباب جميعا ينتظرون إضاءة الشانزليزيه من العام للعام، ففي هذه الفترة يختلف المكان تماما، ويمتلئ بالناس وبالحياة بشكل أكثر من المعتاد. يقول "سنذهب إلى الشانزليزيه خلال عطلات الأسبوع حتى بدايات العام الجديد، لنشعر بالتغيير والبهجة. وبشكل عام هذا الشارع يمثل بالنسبة لنا أو للسائحين رمزا كبيرا ومكانا متميزا". ويؤكد مسؤولون في بلدية باريس أن إضاءة الشانزليزيه تحمل هذا العام العديد من المفاجآت، خصوصا أن الأشجار لا تضاء كالعادة عبر نسج العديد من الخيوط الكهربائية، بل من خلال إضاءات صديقة للبيئة، وتتكون من ثلاث حلقات ضوئية تتألق على كل شجرة بألوان الأحمر والأخضر والأزرق. إضافة إلى العديد من المرايا العاكسة التي تم تثبيتها على فروع الأشجار، وصممت هذه الحلقات لتعكس اللون والكثافة الضوئية من خلال المرايا بشكل مختلف ومحدد على مدار اليوم. ويستمد الحدث أهميته بالنسبة للفرنسيين والمقيمين والسائحين على حد سواء من أهمية الشارع الذي يستقبل يوميا خلال فترة الاحتفالات بأعياد نهاية العام ما يقرب من 600 ألف زائر يوميا. وتقدر التكلفة الإجمالية لإضاءة الشانزليزيه هذا العام حوالي مليون و220 ألف يورو، تتحملها البلدية ولجنة رعاية الشارع الباريسي الشهير.