خلال مشاركتها في معرض باريس الدولي 2014، أزاحت بينتلي الإنكليزية الستار رسمياً عن أقوى عروضها، وهو موديل مولسان سبيد الذي يستفيد من 25 حصاناً إضافياً مقارنة بالنسخة التقليدية مولسان، إلى جانب الإستعانة بنظام تعليق رياضي وتوجيه حسب الطلب، يتناسق جنباً إلى جنب مع محرّك ماركة كروي المعدّل سعة 6.75 ليتر مع شاحني هواء «توربو» فئة V8، بسعر يبدأ من 335600 دولار. يعكس تصميم مولسان سبيد الجديد أداءها القوي من خلال لمسات ذات الطابع الجريء الأخاذ، وهو ما يظهر جلياً من خلال الخطوط الخارجية التي تنفرد عن تلك المدعّمة بالنسخة التقليدية في لمسات داكنة على شبك التهوئة الأمامي المصنوع من الستانلس ستيل، وفتحات التهوئة السفلية. كما استفادت المصابيح الرئيسة والخلفية من لمسات داكنة بدورها. ولا يُمكن إغفال حقيقة أن مولسان سبيد تُعد أولى عروض بينتلي التي تستفيد من تصميم توجيهي للعجلات يلائم الإتجاه الأيسر أو الأيمن للسيارة. وتتوافر العجلات قياس 21 بوصة بلمسات وزوائد داكنة، في حين جاء مخرجاً العادم مزيّنين بالستانلس ستيل لتتمة الطابع الرياضي عموماً. كذلك تلفت نظرك المصابيح الرئيسة الدائرية كلاسيكية الهويّة، المثبّتة بجانبها مصابيح إضافية تستقر بأعلى الصادم الأمامي دائرية بدورها، فضلاً عن الرفاريف النافرة والأكتاف العريضة، وكذلك غطاء المحرّك الطويل وأيضاً المصابيح الخلفية بيضاوية الشكل العاملة بأضواء LED المتوهجة، التي تحاكي في تصميمها هيئة مخارج العادم بأسفلها، إلى إمكان اختيار أربعة ألوان جديدة لطلاء الهيكل الخارجي، وهي: الطيفي والأحمر والأصفر والصدفي. مقصورة عصرية من الداخل، تبرز خيارات الألوان المميزة وألواح الأبواب والمقاعد من الجلود المبطنة على هيئة ألماس، شعارات بينتلي مطرّزة على المقاعد، لمسات خاصة لمقابض الأبواب الداخلية، ودواسات رياضية من خلائط المعادن، وغيرها. كذلك جاءت لوحة القيادة أنيقة وعصرية، مع عدادات قياس كبيرة تكفل رؤية واضحة، وفتحات تكييف دائرية الشكل جذابة التصميم، فضلاً عن الكونسول الوسطي الذي تراصت عليه أزرار التحكّم بالنظام الصوتي وعتلاته ومشغّل ملفات ال MP3، وأيضاً مُبدل الأسطوانات المدمجة (6 أسطوانات)، إضافة إلى النظام الملاحي المتصل بالأقمار الإصطناعية وتقنية «البلوتوث»، والمكيّف عالي الفعالية الذي يمكن برمجة خياراته أوتوماتيكياً، ونظام الوسائط المتعددة «مالتيميديا» المدعّم بقرص صلب بسعة 60 غيغابايت، إضافة إلى شاشة كبيرة ملوّنة قياس 8 بوصات، متخفية وراء غطاء من الخشب المصقول يمكن التحكّم به كهربائياً، ووصلات لأجهزة آي بود ووصلة الناقل العام USB وموصل إضافي AUX 3.5 بوصة، وغيرها. أما النظام الصوتي المتوافر قياسياً، فيتضمّن 14 مكبّراً صوتياً، مع إمكان إختيار نظام سمعي من إنتاج شركة «نعيم» مكوّن من 20 سماعة ويولّد 2200 واط، وغيرها من آليات الترف. وتكمن ضمن تجهيزات الراحة والترف، المقاعد الجلدية الرياضية بتطريزاتها اللافتة، التي يمكن تعديل وضعيتها في شكل منفصل كهربائياً، فضلاً عن تجهيزها بنظام تدفئة وتدليك، علماً أن مقعد السائق والمرايا الجانبية والمقود متعدد الاستخدامات رباعي الأذرع يشتمل على نظام ذاكرة خاص، إلى المرآه الخلفية ذاتية التعتيم لمنع انبهار عين السائق ونظام تفعيل المحرّك بمجرّد كبسة زر واحدة وغيرها. محرّك نشط تستفيد مولسان سبيد من واحد من أقوى المحرّكات الممهورة بتوقيع بينتلي وهو من فئة V8 مزوّد بشاحني هواء «توربو» أو نظام شحن توربيني مزدوج، علماً أنه جاء بسعة 6.750 ليتر ويولّد قدرة 530 حصاناً، أي بزيادة مقدارها 25 حصاناً مقارنة بنسخة مولسان التقليدية، فضلاً عن أقصى عزم دوران يبلغ 1100 نيوتن متر من عدد دورات يبدأ من 1750 د.د، ما يكفل للسيارة الإنطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 4.9 ثانية وتسجيل سرعة قصوى مقدارها 305 كلم/س. وعلى رغم هذه الأرقام المميزة لسيارة تَزن 2685 كلغ، فإن معدّلات إستهلاك الوقود تحسّنت بنسبة 13 في المئة مقارنة بمولسان التقليدية، ما يعني أن مدى المسافة المقطوعة زاد بواقع 80 كلم، علماً أن مولسان سبيد تستهلك 14.6 ليتر لكل 100 كلم مقطوعة. وبخلاف التحسينات التي طرأت على المحرّك، استفادت مولسان سبيد أيضاً من نظام تعليق رياضي وتوجيه حسب الطلب، حيث إن وضعية نظام التعليق «الرياضية» أضفت قساوة على نظام التعليق الهوائي لتحكّم محسّن للهيكل، وتحسين ديناميكية التوجيه من أجل دقة أعلى. ومن ضمن التجهيزات الإلكترونية المتطورة، نظام الإدارة الإلكتروني من «بوش»، الذي يشمل أنظمة التحكّم الإلكتروني بالثبات ESC وموزّع قوى الكبح عند الطوارئ EBD، ومنع إنغلاق المكابح ABS ومانع الإنزلاق الدفعي TC، نظام السرعة المتكيّف والحماية من الإصطدامات الأمامية وغيرها من الأنظمة. ويذكر أن أنظمة الكبح شديدة الفعالية، من خلال الإستعانة بأقراص كبح مهوّأة للعجلات الأربع، الأمامية منها بقطر 400 ملم والخلفية بقطر 380 ملم. تجربة العراقة الرياضية استمرت تجربتي لجديدة بينتلي على طرق ميامي الأميركية نحو 150 ميلاً، وطبعاً من دون أن أشعر بالتعب والإرهاق، بإعتبار أن مقاعد هذه المركبة ووضعية جلوس السائق مدروسة بدقة، إلى جانب عزل شبه كامل للمقصورة الداخلية، ما يؤثر إيجاباً على متعة القيادة. وجاءت اختبارات الطرق العادية مملة نوعاً ما إنطلاقاً من إلتزامي الكامل بالقوانين وبالسرعة المطلوبة وما إلى ذلك... لكن فريق تنظيم «الإختبار الميداني» التابع لبينتلي كان مصراً على نقلنا إلى إحدى الحلبات لإكتشاف حقيقة قدرات هذه السيارة. هناك، كان ينتظرننا ديريك بيل سفير بينتلي وسائق لومان الشهير، فتحوّل الملل إلى اثارة وتشويق. فمن وراء مقود بينتلي مولسان سبيد، أطلقت العنان لل530 حصاناً تحت توجيهات بيل، وصحيح أنه أثناء القيادة العادية كانت مولسان سبيد ناعمة وسلسة، إلا أن اختياري للنمط الرياضي منح هذه المركبة طباعاً مختلفة فأحسست بثبات واضح وتماسك أكيد، خصوصاً عند دخول المنعطفات بسرعة عالية. كذلك لاحظت أن التسارع لا بأس به ولو أنه لم يرق إلى توقعاتي. وهنا يجب ألا ننسى أن الوزن الإجمالي لهذه السيارة يصل الى 2685 كلغ، ما يشير إلى أن التسارع لن يكون على مستوى السيارات الرياضة الأخف وزناً. كذلك سنحت لي الفرصة للتعرّف على هذه السيارة من المقعد الخلفي حيث أن الشعور أكثر من جيد على مستوى الراحة، الرحابة ومتطلبات رجال الأعمال عموماً.