تألقت مكلارين الإنكليزية أمام سواها من شركات السيارات في معرض جنيف هذا العام. وقد كان لها الحق في ذلك لأنها كشفت عن موديل سوبر-كار حمل الاسم 650S، واستفاد من معرفة تتخطى 50 عاماً في صناعة سيارات السباق الرياضية، ومن خبرة سائق فورمولا واحد جنسون باتون الذي ساهم بتطوير هذا الموديل الجديد انطلاقاً من 12C الشقيق. ويكشف الاسم القدرات، إذ إن طراز 650S المتوافر بنسختين كوبيه ومكشوفة والمصنف في مرتبة وسطية بين الموديلين الحاليين 12C وP1، يولّد محركه نحو 650 حصاناً ويؤكد الحرف S انتماءه إلى الفئة «سبورت» الرياضية. استعار 650S ملامح تصميمية عدة من طراز P1، إلا أنه وبصيغتيه الكوبيه والمكشوفة «سبايدر» مطور انطلاقاً من موديل 12C الذي قررت مكلارين وقف إنتاجه، بعدما أثبت طراز 650S نجاحه من خلال تلقي طلبيات لاقتنائه من زبائن حول العالم تغطي ستة أشهر من الإنتاج. التصميم أنيق وعصري ورياضي أيضاً، تعززه لمسات ديناميكية تحمل بصمات مدير قسم التصميم لدى الصانع الإنكليزي فرانك ستيفنسون، خصوصاً إذا ما تأملنا فتحات التهوئة واللمسات الجمالية المختلفة. وتلفتك الواجهة الأمامية من خلال مصابيحها الرئيسة فئة LED فائقة التوهّج. وتبرز من الجوانب فتحات التهوئة الكبيرة والأبواب المجنّحة التي تُفتح بزاوية واسعة. أما المؤخر فيتضمن عاكس هواء يعزز الضغط العمودي على المحور الخلفي، ومخرجي عادم مثبتين بوضعية مرتفعة في منتصف السيارة، مع عدم إغفال المصابيح الخلفية العاملة بأضواء LED بدورها، التي تتخفى وراء دعامات أفقية سوداء، وتظهر للعيان بمجرّد إضاءتها. أما النسخة المكشوفة فتتألق مع السقف الصلب المكون من قطعتين والقابل للطي كهربائياً في أقل من 17 ثانية من خلال كبسة زر واحدة بالكونسول الوسطي وحتى سرعة 30 كلم/س. وهناك لوح زجاجي خلفي دمجت دعامتا الحماية من الانقلاب به، ويعمل كعاكس للرياح عند رفعه، بل ويمكن انحساره كهربائياً حتى والسقف في مكانه ليسمح لهدير المحرّك القوي التسلل إلى مقصورة القيادة. رياضية مترفة صحيح أنها مركبة رياضية من الطراز الأول، إلا أن ذلك لم يمنعها من نيل لمسات الفخامة التي يمكن تتبعها بوضوح من خلال التلبيسات من مواد ألكانتارا، وأيضاً توافر المقاعد الرياضية المصنوعة من ألياف الكربون خفيفة الوزن وشديدة المتانة ضمن التجهيزات الاختيارية، علماً بأنها ذات حواف نافرة لتثبيت السائق والراكب الأمامي عند الدخول في المنعطفات القاسية، وهي مكسوة بالجلد الفاخر شأنها شأن المقود. كما أن هذه المقاعد المصنوعة من ألياف الكربون تساهم في خفض الوزن العام للسيارة بمقدار 15 كلغ. أيضاً من الداخل، يمكن ملاحظة الشاشة الكبيرة الغرافيكية قياس 7 بوصات بأعلى الكونسول الوسطي، التي تعرض المعلومات الحيوية بطريقة «طولية» تختلف عن تلك ال»عرضية» التقليدية، المقود ثلاثي الأذرع من دون أي أزرار أو عتلات تحكّم تصرف تركيز السائق عن القيادة، وطبعاً هو مستوحى من عالم فورمولا واحد. ويذكر أن المقصورة عموماً لا تتضمن أزراراً وعتلات تحكّم كثيرة بالوظائف المختلفة، إذ اختزلت كلها في عدد محدود منها. كذلك لبست لوحة القيادة ثوب الأناقة والعصرية الرياضية من خلال زوائد الألومنيوم وألياف الكربون والجلود الفاخرة المطرزة عليها، في حين جاء الكونسول الوسطي «طافياً»، ما وفر مساحات تخزينية سفلية إضافية. من جهة ثانية، زوّدت المقصورة بمكيّف عالي الفعالية، نظام صوتي متطور، نظام ملاحة يرتبط بالأقمار الاصطناعية، تقنية البلوتوث لإجراء المكالمات الهاتفية لاسلكياً وراديو رقمي لاستقبال البث الإذاعي في أوروبا، وغيرها. 650 حصاناً وأكثر زوّد طراز مكلارين 650S الجديد بصيغتيه الكوبيه والمكشوفة بمحرّك من فئة V8 مجهز بشاحني هواء «توربو»، بسعة 3.8 ليتر، يولّد قدرة 650 حصاناً عند 7250 د.د، وعزم 678 نيوتن متراً عند 6000 د.د، علماً أنه يتصل بعلبة تروس من 7 سرعات مع قابض فاصل مزدوج يمكن تعيير نسبها يدوياً عبر الضغط المتعاقب، فتنقل عزم الدوران إلى العجلات الخلفية. ويمكن لمكلارين S650 كوبيه الانطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 3 ثوانٍ، مع القدرة على الوصول إلى سرعة 200 كلم/س في غضون 8.4 ثانية، إضافة إلى 333 كلم/س كسرعة قصوى. كذلك تستهلك هذه المركبة 11.7 ليتر لكل 100 كلم، وينبعث من محرّكها 275 غراماً من غاز ثاني أوكسيد الكربون لكل كلم. أما النسخة المكشوفة فتنطلق من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 3 ثوانٍ أيضاً. لكن تبلغ سرعة 200 كلم/س في غضون 8.6 ثانية، إضافة إلى تسجيل سرعة قصوى مقدارها 329 كلم/س. ومن ضمن الابتكارات التي نالتها 650S نظام «موجّه الكبح» الذي يعمل على الكبح داخل العجلات الخلفية عند الدخول بالمنعطفات القاسية، لتجنّب ظاهرة Understeer، ونظام المكابح الهوائية Airbrake العائد لمكلارين الذي يوفر أداءً شبيهاً بذلك المتأتي من سيارات السباقات وسلوكاً ديناميكياً مميزاً. كذلك استعانت هذه المركبة بأنظمة التعليق بنظام الشوكة المزدوجة ونوابض حلزونية أكثر قساوة بنسبة 22 في المئة في الأمام و37 في المئة في الخلف، فضلاً عن أسطوانات تخميد مصنوعة من الألومنيوم المتين تتصل مع بعضها بعضاً هيدروليكياً، بالجهتين الأمامية والخلفية. كما طبّقت تقنية «التحكّم بالهيكل النشط» التي تتضمن التخميد النشط لتجربة ركوب مميزة سواء على الطرق المعبدة أو حلبات السباقات، مع إمكان اختيار وضعية القيادة: التقليدية أو الرياضية أو مسار السباق. ولا تزال أسطوانات الكبح المصنوعة من السيراميك أو «الخزف الفخاري» المدعّمة إضافياً تساهم في خفض الوزن الإجمالي عموماً. وتتميز بمقاومتها العالية للحرارة الناجمة عن الكبح التي تفوق ال 1000 درجة سيليوزية، ناهيك عن عمرها الأطول مقارنة بأقراص الكبح المعدنية التقليدية.