اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة ومئات من طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في محيط جامعة الأزهر في حي مدينة نصر شرق القاهرة، غداة مصادمات بين الطلاب والأمن في محيط المدينة الجامعية، فيما قطع طلاب «الإخوان» الطريق أمام جامعتي القاهرة وعين شمس من دون اندلاع مواجهات دامية. وكان مئات من طلاب «الإخوان» تجمعوا أمام البوابة الرئيسة لجامعة الأزهر وقطعوا شارع النصر الرئيس، ورددوا هتافات ضد الشرطة والجيش، ملوحين بإشارات «رابعة» تعبيراً عن دعم الرئيس المعزول محمد مرسي، فيما نظمت طالبات «الإخوان» مسيرات في محيط الجامعة فرع البنات، عبروا فيها عن تأييد مرسي و «الإخوان»، وانتقدوا الجيش والشرطة. وتمركزت آليات ومئات الجنود من الشرطة خلف أسلاك شائكة في مسعى لإقناع الطلاب بفتح الطريق والعودة إلى داخل الحرم الجامعي للتظاهر، لكن بلا جدوى، فبدأت الشرطة في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، ليتراجع الطلاب إلى داخل الجامعة، قبل أن يخرجوا ثانية لإحراق آلية تابعة للشرطة في محيط الاشتباكات، بعدما رشقوا القوات بالحجارة وأحرقوا أشجاراً داخل الحرم الجامعي. ودار كر وفر بين الشرطة والطلاب خارج الجامعة، وأصيب العشرات من الطرفين، وألقت الشرطة القبض على عشرات الطلاب. وبعدما تمركزت آليات الشرطة في مواجهة بوابة الجامعة الرئيسة لمنع الطلاب من الخروج ثانية من الحرم الجامعي، بدأ الطلاب في إضرام النيران في الأشجار بكثافة ومحاصرة المقرات الإدارية للجامعة والتعدي على أفراد الأمن الإداري، فطلبت إدارة الجامعة من الشرطة التدخل لوقف تلك الممارسات، فاقتحمت آليات الشرطة ومئات الجنود حرم الجامعة، لتدور مواجهات داخله، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على تجمعات الطلاب وأوقفت العشرات منهم، فيما رد الطلاب بالحجارة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها «تعاملت بحرص بالغ مع مثيري الشغب، وتمكنت من تفريقهم». وأوضحت أنه «تم رصد تجمع حوالى 200 من طلاب جامعة الأزهر المنتمين إلى جماعة الإخوان قاموا بقطع الطريق أمام الجامعة وإعاقة الحركة المرورية والتعدي على المواطنين وقوات الشرطة بالحجارة وزجاجات المولوتوف، ما تسبب في حدوث تلفيات بثلاث مركبات للشرطة وإصابات عدة بين القوات، فاتخذت القوات إجراءاتها ونجحت في تفريقهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، وتمكنت من إعادة تسيير الحركة المرورية وإعادة الطلاب إلى داخل الحرم الجامعي، ليواصلوا أعمال الشغب بالتعدي على منشآت ومرافق الجامعة وإحداث تلفيات بالعديد من السيارات الخاصة بالعاملين». وأكدت أن «الأجهزة الأمنية في مديرية أمن القاهرة تلقت بلاغاً من رئيس الجامعة بسرعة التدخل للحفاظ على الأرواح والممتلكات داخل الحرم الجامعي، وعلى إثر ذلك تدخلت قوات الشرطة وتعاملت مع مثيري الشغب بحرص بالغ لعدم وقوع أي إصابات بينهم، وتمكنت من تفريقهم والسيطرة على الموقف وضبط مجموعة منهم». وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم في تصريحات خلال زيارته محافظة أسيوط إن ما يحدث في الجامعات «مخطط من قبل أعضاء جماعة الإخوان المحظورة لإثارة القلق والبلبلة قبل الاستفتاء، إذ يستخدمون الطلاب المغيبين فكرياً في ذلك المخطط»، مضيفاً أنه «لن يعطي لهم فرصة لتحقيق هذا المخطط». وبعد المواجهات في محيط جامعة الأزهر، توجه عشرات الطلاب ناحية مقر الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية في حي مدينة نصر، فأطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريقهم وأوقفت عدداً منهم. وقال رئيس جامعة الأزهر أسامة العبد لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن «الدراسة منتظمة تماماً لولا خروج بعض الطلاب على المسار القانوني»، لافتاً إلى أن «إدارة الجامعة قامت بتحويل نحو 300 طالب على مجالس تأديب»، ولم يستبعد فصلهم من الجامعة. وفي جامعة عين شمس، نظم عشرات الطلاب تظاهرات انتهت بمسيرة خرجت من باب الجامعة الرئيس في شارع الخليفة المأمون قرب وزارة الدفاع. وأوقف الطلاب حركة المرور في الشارع ورفعوا شعارات «رابعة» وهتفوا ضد الجيش والشرطة. ونصبت قوات الجيش حواجز في شارع الخليفة المأمون لمنع الطلاب من التقدم نحو وزارة الدفاع. وفي جامعة القاهرة، قطع طلاب «الإخوان» الطريق أمام الجامعة، وتوجهوا إلى ميدان النهضة الذي أغلقته قوات الشرطة، ووقعت مناوشات بين الطلاب وأفراد الشرطة قبل أن يعود الطلاب إلى الحرم الجامعي. ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي في بيان إلى «تظاهرات حاشدة» اليوم في الجامعات وكل الميادين «لدعم صمود الحركة الطلابية» تحت شعار «الطلاب يقودون الثورة». وقال حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، في بيان إن «الجامعات لعبت دوراً كبيراً في رفض الانقلاب العسكري، وباتت الشرطة ومن وراءها قادة الانقلاب يواجهون كل يوم تحدياً جديداً من طلاب الجامعات». وأضاف أن «التعامل الوحشي وشراسة قوات أمن الانقلاب في إطلاق الغاز والخرطوش عشوائياً داخل حرم جامعة الأزهر أدى إلى استشهاد طالب وإصابة أكثر من مئة آخرين». لكن أية جهة رسمية أو مستقلة لم تؤكد نبأ وفاة طلاب في مواجهات الجامعة. وتوعد الحزب السلطات ب «ثورة» في 25 كانون الثاني (يناير) المقبل. وقال: «لن تمنعوا إرادة المصريين من تجديد ثورة هذا الشعب في الخامس والعشرين من يناير، ليعود الثوار ويقتصوا من كل خائن وقاتل». من جهة أخرى، قال الناطق باسم الجيش في بيان إن عناصر الجيش الثاني الميداني تمكنت من قتل إبراهيم محمد فريج المُلقب «أبو صهيب» والذي قال إنه «أحد أخطر القيادات التكفيرية في شمال سيناء». وأوضح أنه ينتمى إلى جماعة «أنصار بيت المقدس»، لافتاً إلى أنه «اشترك في الهجوم على كمائن القوات المسلحة والشرطة». وأوضح أنه «سقط بعد تبادل إطلاق النيران مع قوات الجيش الثاني أثناء توقيفه في أحد المكامن على طريق مؤدٍ إلى قرية التومة في جنوب الشيخ زويد، وتم إلقاء القبض على مرافق له».