يكرّم مهرجان «بيروت آند بيوند» الدولي للموسيقى الذي افتتح الخميس الماضي، الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم رمز الشعر السياسي في العالم العربي الذي رحل الأسبوع الماضي، في حفلة يحييها الشاعر والإعلامي زاهي وهبي والمغنية والموسيقية المصرية مريم صالح، وعازف العود العراقي خيام اللامي، والموسيقي والملحن الفلسطيني تامر أبو غزالة. وذلك عند السادسة والنصف مساء اليوم، في «مانشن» (Mansion) في منطقة زقاق البلاط في بيروت. وسيتولى وهبي قراءة بعض قصائد نجم. بينما ستغني مريم صالح ابنة الكاتب المسرحي الشهير صالح سعد، التي أثّر نجم في حياتها الشخصية والمهنية ومواقفها السياسية، بعضاً من الأغاني التي كتبها نجم لرفيق دربه الفني والثوري الشيخ إمام، على طريقتها الخاصة. صالح كانت تعزف وتكتب الموسيقى الخاصة بها المستوحاة من المصادر المختلفة من الأغاني الثورية المصرية، منذ نعومة أظافرها، ستؤدي أيضاً أغاني من كلمات نجم ولكن أعادت هي وبعض زملائها الموسيقيين توزيعها أو تلحينها. ومن الأغاني التي ستؤديها «شرّفت يا نيكسون باشا»، «بهية»، «عيون الكلام»، «شال الهوى»... واكتسبت ابنة السابعة والعشرين شهرةً في وطنها، لإصداراتها المغلفة بتأثرها وانفعالها بالشيخ إمام (1918 – 1995). ولا تزال مريم معروفةً أكثر بمادتها الأصلية في الأساس، بصفتها مطربة المقدمة في فرقة بركة، التي تستلهم أعمالها بفخر من ميوز والبينك فلويد في بدايتها. لم تتخل مريم عن طموحاتها في التمثيل، وأخذت أدواراً في المسرح والسينما. وقد رُسمت صورٌ لوجهها على الجدران في أنحاء القاهرة، كدليلٍ مرئيٍّ على الاحتجاج العنيف ضد من هم في السُّلطة. وسيُرافق صالح ووهبي، الموسيقيان المميّزان تامر أبو غزالة (غيتار وتلحين) وخيام اللامي (عود). تخرج أبوغزالة من معهد إدوارد سعيد الموسيقي في رام الله، وعزف على العديد من الآلات، وهو ملحن ومنتج، وشارك في العديد من المشاريع الموسيقية. في عام 2008، أصدر ألبومه الأول «مرآة» الذي كان نتاج سنوات من الاضطرابات والصراع في فلسطين. ويمكن سماع هذه الاضطرابات بسهولةٍ في سبع أغنياتٍ مكثفة وتقريباً مرئية، تنقل مشاعر قوية، وطاقة مستدامة، ولا سيما من خلال الغناء والمقاطع. يعمل تامر الآن على ألبومه الثاني، وهو مساهم قوي في فرقة الموسيقى العربية «أليف أنسامبل»، وهو المسؤول عن مؤسسة «الإيقاع» للموسيقى البديلة أو موسيقى الأندرغراوند، وهي شبَكة من المبدعين الذين يعملون في التوزيع، والحجز، والتسويق للموسيقى في العالم العربي. أما خيام اللامي الذي يعتبر من أبرز عازفي العود الشباب في العالم العربي، كان معروفاً بأنه من أقوى طبّالي موسيقى الميتال في لندن، منذ عشر سنوات. كان في سن التاسعة عندما جاء إلى لندن، حيث قرّر التخلّي عن عزف الكمان لصالح الغيتار وطبول الهارد روك. طوال فترة مراهقته، اكتسب مؤهلاته في مترو الأنفاق مع فرق مثل «أورسا»، و «آرت أوف بيرنينغ ووتر». ولكن في نهاية المطاف، وجد أن موهبته الموسيقية في حاجةٍ إلى ما هو أكثر من الصخب والعدائية. وفي عام 2004، درس العود مع المتخصصين في التعامل مع هذه الآلة الموسيقية. أسلوب اللامي في العزف يدعو إلى التفكير والتأمل، وقد وجد وسيلةً ليسحر بها جمهوره في العروض المسجلة، أو المباشرة – على مسارح مختلفة مثل مهرجان «برمنغهام سوبرسونيك»، ومع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في قاعة «رويال ألبرت هول».