يُفتتح في بيروت مساء اليوم مهرجان «بيروت آند بيوند الدولي للموسيقى» في نسخته الأولى، بالشراكة مع مهرجان أوسلو للموسيقى العالمية. وهو احتفالية جديدة تضاف الى الرزنامة الموسيقية، تتميز لاحتضانها فرقاً موسيقية شابة وعروضاً متنوعة من دول عربية وأجنبية. ويريد القيمون على المهرجان تقديم موسيقى عالمية الى الجمهور اللبناني، انطلاقاً من الحاجة إلى إيجاد منصة تركز على المشهدين المحلي والإقليمي، وإيماناً منهم بأن الموسيقى هي لغة عالمية، في ظل عالمٍ يتسم بالاضطرابات والثورات والتغيرات الرئيسة والسريعة والأزمات المالية، والحروب والصراعات. ويقول القيمون إن بيروت هي الآن المكان المثالي، لمبادرةٍ مثل «بيروت آند بيوند» التي كان مقرراً أن تنطلق في أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنها أرجئت نظراً إلى حالة عدم الاستقرار. وينطلق المهرجان غداً ويستمر حتى الثامن من الشهر الجاري. وسيتمتع عشاق الموسيقى بأنواع عديدة منها في جوانب مختلفة، لمدة 4 ليالٍ متتالية، في 6 أماكن مختلفة، بأكثر من 14 عملاً و40 فناناً سيَعرضون موسيقاهم، من الإيقاعات الشرقية المعاصرة إلى الإيقاعات الأفريقية والهيب هوب، مروراً بالجاز، والروك، والموسيقى الإلكترونية. واهتماماً باكتشاف المشهد الموسيقي المستقل في المنطقة، وُجِّهت الدعوة إلى المهنيين الدوليين لحضور المهرجان. وسيحضر الحفلات الموسيقية مخرجو مهرجانات، وصحافيون، ووكلاء، من أوروبا والعالم العربي، ويشاركون في المحاضرات والاجتماعات التي ستنظم. ويعتبر أحد الأهداف الرئيسة للمهرجان العمل على تطوير المشهد الثقافي، من خلال إنشاء بنيةٍ تحتيةٍ للموسيقى، وتعزيز التنوع الثقافي، والحوار بين الثقافات والتبادل في ما بينها. وسينظم «بيروت آند بيوند» إلى جانب مهرجان أوسلو للموسيقى العالمية أيضاً في كل نسخةٍ له. وستنطلق العروض من الجامعة الأميركية التي تستضيف مساء اليوم خيام اللامي (العراق) وجوهر (تونس) ومريم صالح (مصر). واللامي عازف عود متميز وأسلوبه في العزف يدعو إلى التفكير والتأمل. واللافت أنه كان من أقوى طبّالي موسيقى الميتال في لندن، منذ عشر سنوات، لكنه فجأة تخلى عن كل ذلك واتجه صوب الشرق الأوسط لدراسة العود وتعلم تقنياته. نشأ جوهر في الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، وسافر إلى فرنسا في سن العشرين لدراسة الأدب الإنكليزي والمسرح. وهناك كتب أغنياته الأولى وعزف في أولى حفلاته الموسيقية، مسانداً فنّانين مثل سوشيلا رامان، وكيزيا جونز، أو بوبكر تراوري. يقوم المطرب وكاتب الأغاني التونسي بإعادة استكشاف وطنه، ويتناول لغته الأم، ويحفر تلك الأخاديد الأصيلة، ليجعلها تغني بشكلٍ مختلف. تربت مريم صالح على حب الموسيقى والتمثيل، فضلاً عن اتخاذ المواقف الحاسمة. منذ نعومة أظافرها في سن السابعة، كانت تعزف بنشاطٍ وتكتب الموسيقى الخاصة بها، مستوحاةً من المصادر المختلفة من الأغاني الثورية المصرية، والبسيكودلِك الأوروبي. اكتسبت شهرةً في وطنها، لإصداراتها المغلفة بتأثرها وانفعالها بالمطرب الثوري الشيخ إمام (1918 – 1995). ويستضيف مترو المدينة (شارع الحمرا) مساء الجمعة المقبل حفلة لتريغف سايم وفرود هالتلي (النروج) مع ظهور خاص لأميمة الخليل، والختام مع موسيقى جاغوا (تنزانيا). فيما سيكون الجمهور مساء السبت مع طارق يماني تريو (لبنان/ سلوفينيا) ودي جي زياد نوفل (لبنان)، و «راديو بيروت « بالتعاون مع بيروت «غروف كوليكتيڤ». فيما سيبدأ اليوم الختامي (الأحد المقبل) باكراً مع حفلة موسيقية مفاجئة، ومن ثم الانتقال الى «دي آر إم» (الحمرا) مع تامر أبو غزالة (فلسطين) و «طنجرة ضغط» (سورية)، وبالوجي (الكونغو/ بلجيكا).