تبنى تنظيم "القاعدة" في بيان الهجوم الذي شنه مسلحون يحمل بعضهم احزمة ناسفة على مقر امني ومركز تجاري في مدينة كركوك في شمال العراق امس الاربعاء والذي تخلله احتجاز رهائن ومقتل 16 شخصا. وجاء في بيان صادر عن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" والذي نشرته مواقع تعنى باخبار الجماعات الجهادية بينها موقع "حنين"، انه "تم التجهيز لغزوة في عقر دار الكافرين باقتحام مقر مديرية استخبارات كركوك". واضاف البيان: "بدأت الغزوة (...) باقتحام الاخ الاستشهادي بشاحنته المفخخة (...) ليفتح الطريق لاخوانه من بعده فاقتحم ثلاثة من الانغماسيين مقر المديرية بعد ان ترجلوا من سيارتهم". وتابع: "بدأوا يقطفون رؤوس الطواغيت بالرشاشات والرمانات اليدوية قرابة الساعتين ثم نفذوا بأحزمتهم الناسفة على القوات المساندة التي حاولت اقتحام المديرية". وذكر البيان ايضا انه "في هذه الاثناء صال اسدان على شرطيين كانا امام المول التجاري الذي يقع امام مديرية الاستخبارات (...) وبقي الاسدان (...) يقنصان ويقتلان كل مرتد يظهر لهم، ثم نفذا بأحزمتهما الناسفة على من حاول دخول المول". وبحسب مصادر امنية، بدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة نحو الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي (10,30 ت غ) قرب "جواهر مول" الملاصق لمقر اجهزة استخبارات الشرطة وتلاه على الفور تبادل لاطلاق نار بين المهاجمين وقوات الامن. ثم هاجم مسلحون يحمل بعضهم احزمة ناسفة المركز التجاري المؤلف من خمسة طوابق واحتجزوا عددا من المدنيين ثم صعدوا الى السطح واطلقوا النار على الشرطيين الذين كانوا يطاردونهم، بحسب المسؤولين الامنيين. ونجحت قوات الامن في تحرير 11 رهينة في "جواهر مول" الذي احترق بالكامل جراء تفجير انتحاري نفسه في الداخل قبيل انتهاء العملية الامنية عند منتصف الليل. و"جواهر مول" مركز تجاري كبير يحتوي على اكثر من 100 متجر ويقع في حي غالبية سكانه من التركمان. وقال مديرعام صحة كركوك صباح محمد امين لوكالة فرانس برس الخميس ان "11 شخصا قتلوا واصيب 79 بجروح في انفجار السيارة المفخخة والاشتباكات امام مجمع جواهر مول" في وسط المدينة المتنازع عليها. كما قتل خمسة مسلحين في هذا الهجوم الذي تواصل لساعات. ومدينة كركوك ارض خصبة للمسلحين بسبب الانقسامات بين الاكراد الراغبين في ضمها الى منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي من جهة، وبين حكومة بغداد ومجموعات اخرى في المدينة تعارض مثل هذا المشروع. وشهدت اعمال العنف التي تهز العراق منذ اكثر من عشرة اعوام تصعيدا هذه السنة مع اكثر من 6200 قتيل منذ بداية 2013. وقتل اليوم اربعة اشخاص في هجمات متفرقة في الموصل (350 كلم شمال بغداد)، وقتل ايضا شخص في اطلاق نار في بغداد، بينما عثرت القوات الامنية على جثتي عنصرين في قوات الصحوة في بغداد ايضا، وفقا لمصدرين في وزارة الداخلية.