امتنعت 70 ممرضة سعودية، عن العمل أمس، اعترضاً على قرار أصدرته مديرية الشؤون الصحية في محافظة الأحساء أخيراً، بزيادة 90 دقيقة إلى ساعات العمل اليومية. وطالبت الممرضات اللاتي يعملن في مستشفى الولادة والأطفال في الأحساء، الشؤون الصحية بمساواتهن مع زميلاتهن العاملات في بقية المنشآت الصحية في مناطق المملكة ومحافظاتها، لناحية ساعات العمل. وطبقت «صحة الأحساء»، أخيراً، نظاماً جديداً، رُفعت بموجبه ساعات الدوام إلى 9 ساعات ونصف الساعة، في مقابل خفض عدد أيام «المناوبة الشهرية»، من 8 أيام إلى 4 أيام فقط، ما أثار «غضب» الممرضات اللاتي اجتمعن أمس، عند مقر التعليم المستمر التابع للمستشفى، معلنات توقفهن عن العمل. وقالت الممرضة سارة الجري، إلى «الحياة»: «اسكن في مدينة بقيق، التي تبعد عن الأحساء نحو 90 كيلومتراً، ما يتطلب حضوري في وقت مبكر جداً، والعودة مع صلاة المغرب، فكيف سيكون الحال بعد زيادة ساعات العمل، فلن أصل إلى منزلي إلا بعد صلاة العشاء»، مضيفة « لدي أطفال وزوج». فيما ذكرت زميلتها عقيلة الفرج، التي تأتي يومياً من بلدة العوامية (محافظة القطيف)، قاطعة نحو 260 كيلومتراً، ذهاباً وإياباً: «أنا من أكثر المتضررين من الدوام الجديد، إذ كنتُ أخرجُ من بيتي عند الرابعة فجراً، وأصل إليه عند السادسة مساءً، ومع الدوام الجديد سأعود عند التاسعة مساءً»، مضيفة «لدى أبناء في المدارس، عليّ مراعاتهم ومساعدتهم في المذاكرة والتحضير للمدرسة، إضافة إلى تلبية حاجات المنزل، وتربية الأبناء». وأقرّتْ بشاير العنزي، القادمة من مدينة عرعر، أنها أصبحت تفكر في «الاستقالة»، بسبب بُعدها عن أسرتها. وقالت: «بعد تطبيق النظام الجديد، وهو المناوبة 4 أيام في الشهر، أصبح من المستحيل رؤية أسرتي وزوجي». فيما ذكرت زميلتها أم حسين، أنها «مهددة بالطلاق» بسبب بعدها عن أسرتها وبقائها وقتاً طويلاً في العمل. وأضافت أن «هناك عدداً من الممرضات تطلقن بالفعل، بسبب تقلب ساعات العمل، ونظام المناوبة». وطالبت الممرضات، المسؤولين في وزارة الصحة، ب «التدخل، وإنصافنا من هذا النظام الجديد الذي لم يطبق سوى في الأحساء، ولم يشمل المنشآت الصحية في بقية مناطق المملكة ومحافظاتها» بحسب تأكيد الممرضات. فيما رفعت الممرضات، خطاباً إلى مدير الشؤون الصحية في الأحساء الدكتور عبدالمحسن الملحم، (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، طالبن فيه ب «إعادة النظر في تطبيق قرار تنظيم ساعات العمل، الصادر في العام 1426ه، والذي ينص على زيادة ساعة ونصف الساعة في كل مناوبة، في مقابل 8 أيام راحة في الشهر». ولفتتْ الممرضات إلى أنه «من الصعب العمل بنظام تغيير المناوبات، وكذلك في حال تسليم المريض من الممرضة إلى زميلتها، إذ يستغرق ذلك نحو نصف ساعة، لاستلام الأدوات وفحص الآلات، ولا يتم احتساب هذا الوقت، ما يخالف ما ينص عليه قرار العمل، الذي ينص على أن ساعات العمل لا تتجاوز 208 ساعات في الشهر»، مضيفات أن «الممرضة تعمل الآن أكثر من 8 ساعات، من دون أن يتم تعويضها بعدد الساعات الإضافية». وذكرن أن «ساعات العمل الرسمية لموظفي الدولة في الشهر 154 ساعة، أي بمعدل 7 ساعات عمل يومياً»، مشيرات إلى أن وزارة الخدمة المدنية قامت بزيادة ساعات العمل للمشمولين في لائحة الوظائف الصحية، إلى 176 ساعة، بواقع 8 ساعات عمل يومياً. بحسب ما جاء في المادة السابعة من لائحة الوظائف الصحية في الفصل الرابع، بأن «تكون ساعات العمل الشهرية للمشمولين بهذه اللائحة 176 ساعة». يذكر أن عدداً من الممرضات اللاتي يعملن في مستشفى حسن العفالق للرعاية الأساسية، توقفن عن العمل لأشهر عدة، اعتراضاً على قيامهن ب «العمل في أقسام رجالية، وملامسة عورات الرجال، وتعرضهن إلى التحرش من قبل بعض المرضى». وقامت الممرضات برفع خطابات عدة، إلى وزارة الصحة، طالبن من خلالها بضرورة «قيام ممرضين رجال بهذا العمل».