يبدو أن انتظار التونسيين لمعرفة اسم الشخصية التي ستتولى رئاسة حكومة الكفاءات العتيدة سيطول، وفي وقت كان يُنتظر أن تخرج قيادات «الرباعي» الراعي للحوار الوطني من اجتماعها أمس، بنتيجة حاسمة، تفادى هؤلاء إعلان فشل الحوار، فقرروا تأجيل استئنافه بسبب عدم توصل الفرقاء في الموالاة والمعارضة إلى اتفاق حول الشخصيات المرشحة للمنصب. وعلى رغم تداول اسم وزير المال السابق جلول عياد كأبرز المرشحين لترؤس الحكومة، فان أطرافاً في المعارضة عبّرت عن رفضها الأخير خصوصاً أحزاب «الجبهة الشعبية» (تحالف اليسار والقوميين)، فيما وافق التحالف الحكومي عليه. وصرح الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، خلال تدشين متحف الزعيم النقابي الراحل فرحات حشاد، بأن «الحوار الوطني لم يحقق الأهداف التي رسمها الرباعي في خريطة الطريق». وطالبت قيادات من المعارضة اتحاد الشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) والمنظمات الأخرى الراعية للحوار بعدم إعلان فشله، لإعطاء فرصة أخرى للتوصل إلى اتفاق. وشدد الأمين العام المساعد للاتحاد أبو علي المباركي في تصريح إلى «الحياة» على أن «الحوار لم يفشل باعتبار أن هناك فرصة أخيرة أمام الفرقاء السياسيين للتوصل إلى اتفاق حول رئيس الحكومة قبل نهاية الأسبوع»، مجدداً تفاؤله بنجاح الحوار على رغم الصعوبات. كذلك، طالب زعيم حركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي المنظمات الراعية للحوار بعدم إعلان فشله، معتبراً أن ذلك «لا يناسب تونس في الفترة الحالية». وعلى رغم أن التأجيل ليس الأول منذ انطلاق الحوار، فان الفرقاء السياسيين أجمعوا على ضرورة أخذ فرصة أخيرة لإنجاح الحوار، نظراً إلى خشية الشارع من أن يُدخل الفشل البلاد في نفق مظلم، مع تردي أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية. في غضون ذلك، حذّر وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو من إمكانية حدوث عمليات إرهابية في عيد رأس السنة الميلادية. وقال بن جدو إن الداخلية «تلقت معلومات حول كمّ هائل من التهديدات الإرهابية واتخذت التدابير اللازمة للتصدي لها». وشهدت ولاية توزر جنوبتونس إضراباً عاماً أمس، احتجاجاً على تردي الظروف المعيشية وللمطالبة بالتنمية وتأمين فرص عمل. وشلّ الإضراب الذي دعت إليه الفروع المناطقية لاتحاد الشغل والمنظمة الرئيسية لأرباب العمل (أوتيكا) ومنظمات أخرى أهلية، مركز الولاية إذ أُغلقت أبواب الإدارات العامة والمحلات التجارية. وشارك أكثر من خمسة آلاف شخص في تظاهرة جابت شوارع المدينة مرددين شعارات ضد «النهضة».