حذّر الأمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) حسين العباسي من «خطورة فشل الحوار الوطني على الوضع العام المتردي أصلاً في البلاد»، معتبراً أن تزايد الاحتجاجات في المناطق الداخلية دليل على الاحتقان الاجتماعي في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها تونس منذ أكثر من أربعة أشهر إثر اغتيال النائب المعارض للإسلاميين محمد البراهمي. وشدد العباسي إثر لقاء الرباعي الراعي للحوار مع 17 من سفراء الاتحاد الأوروبي أمس، على أنه «من الصعب السيطرة على المرحلة القادمة في حال فشل الحوار الوطني»، داعياً الفرقاء إلى العودة إلى الحوار قبل أن ينفذ صبر التونسيين. في المقابل، عبرت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لورا بايزا عن «قلق الاتحاد الأوروبي من استمرار الأزمة السياسيّة في تونس المتواصلة منذ حوالى 4 أشهر»، معلنةً دعم الاتحاد للحوار الوطني وجهود «الرباعي» (اتحاد الشغل واتحاد رجال الأعمال وهيئة المحامين ورابطة حقوق الإنسان). ودعت المسؤولة الأوروبية كلّ القوى السياسية التونسية إلى التوصّل إلى توافق لإخراج البلاد من المرحلة الانتقالية، وإنهاء كتابة الدستور والإسراع في إجراء الانتخابات شفافة ونزيهة. وشددت قيادات من «الرباعي» على أن الحوار لم يفشل بعد، وسط توقعات بالتوصل إلى اتفاق أواخر الأسبوع الجاري، إذ سُجل «تقدم إيجابي في المشاورات التي يخوضها الرباعي مع الموالاة والمعارضة والتي تشكّل الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة الحالية»، وفق ما صرح به إلى «الحياة» نائب رئيس اتحاد الصناعة والتجارة في تونس (اتحاد رجال الأعمال) هشام اللومي. على صعيد آخر، أعلنت الداخلية التونسية في بيان أمس، «إصابة أكثر من خمسين من عناصرها بينهم إصابتان خطرتان»، خلال التظاهرة التي شهدتها محافظة سليانة وسط البلاد مساء أول من أمس، احتجاجاً على غياب التنمية وفرص العمل للشباب والتي تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى لما يُعرف ب «أحداث الرش» التي أُصيب خلالها عشرات المتظاهرين العام الماضي برصاص الرش، ما تسبب بفقدان عدد منهم بصره. ونبّه رئيس الحكومة علي العريض أمس، من خطورة الانزلاق نحو العنف اللفظي والمادي مبدياً تفهمه لمطالب المحتجين في عدد من مناطق البلاد وحقهم في التعبير السلمي بعيداً من التوظيف السياسي والفوضى. وقال العريض إنّه «يجب على المواطنين تجنّب التوظيف السياسي للأحداث والاحتجاجات الاجتماعية والابتعاد من إثارة النعرات الجهوية التي يحاول البعض تغذيتها». وشهدت تونس أول من أمس احتجاجات شعبية في ثلاث محافظات هي قفصة وقابس وسليانة، تلبيةً لدعوة النقابات المناطقية المدعومة بقوى المعارضة اليسارية والليبرالية إلى الإضراب العام، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتفشي البطالة وحرمان المناطق الداخلية من حقها في التنمية. وأحرق متظاهرون مقر حركة «النهضة» الإسلامية، في محافظة قفصة وأتلفوا محتوياته.