أبلغ جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين أمس، أن «الصراحة تولّد الثقة»، معتبراً أن العلاقات بين البلدين «ستؤثر في مسار القرن الحادي والعشرين»، فيما اعتبر شي أن «العالم ليس هادئاً»، لافتاً إلى أنه يشهد «تغييرات عميقة ومعقدة». شي جينبينغ وبايدن لم يتطرقا في مؤتمر صحافي مشترك، إلى «منطقة للدفاع الجوي» أعلنت بكين إقامتها فوق جزر تتنازع السيادة عليها مع اليابان في بحر الصين الشرقي، علماً أن نائب الرئيس الأميركي كان قال في طوكيو: «إنه سيتطرّق إلى هذه المسائل لدى لقائه القيادة الصينية»، محذراً في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي من أن «هذا التدبير أثار توترات إقليمية وفاقم أخطار حوادث وسوء تقدير». واعتبر بايدن أن شي جينبينغ شخص صريح وبنّاء، مضيفاً: «في تطوير هذه العلاقة الجديدة (بين واشنطنوبكين)، ثمة حاجة ماسة إلى كلا الصفتين». وزاد بعد لقاء دام أكثر من ساعة مما كان مقرراً: «الصراحة تولّد الثقة التي تشكّل أساس التغيير الحقيقي والبنّاء. على هذا النموذج الجديد من التعاون بين دول كبرى أن يستند إلى الثقة وفكرة إيجابية حول دافع الجانبين». أما شي فاعتبر أن الوضعين الإقليمي والدولي يشهدان «تغييرات عميقة ومعقدة»، لافتاً إلى «تحديات عالمية أكثر وضوحاً، مثل تغيّر المناخ وأمن الطاقة». ورأى أن «العالم ليس هادئاً»، مشدداً على أن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالصين حققت بداية جيدة هذه السنة و«حافظت عموماً على زخم تطور إيجابي». وأردف: «تعزيز الحوار والتعاون هو الخيار الصحيح الوحيد الذي يواجهه بلدانا». وعلّق بايدن على كلام شي قائلاً: «إن أسلوب تربيته يجعله يعتقد بأن التغيير يوفر فرصة». وكان قال بعد لقائه نظيره الصيني لي يوانشاو: «إن العلاقات بين واشنطنوبكين مترابطة في شكل كبير وستؤثر في مسار القرن الحادي والعشرين». واستدرك: «مثل كل العلاقات المعقدة، فإنها تتطلب ارتباطاً رفيع المستوى قادراً على الاستمرار». وأعرب عن اعتقاده بأن شي جينبينغ ملتزم «إدارة اختلافاتنا في شكل غير متحيّز وبنّاء». ووصف لي العلاقات الصينية - الأميركية بأنها «أهم علاقات ثنائية في العالم». وحضّ بايدن طلاباً صينيين يسعون إلى نيل تأشيرة للدراسة في الولاياتالمتحدة، على «تحدي الحكومة والقادة الدينيين»، معرباً عن أمله بأن «يتعلموا (في أميركا) أن الابتكار يحدث فقط حيث يمكن التنفّس بحرية». وتابع: «الأطفال في أميركا يُكافاؤون، ولا يعاقبون، لتحديهم الوضع القائم». لكن صحيفة «تشاينا ديلي» الرسمية كتبت في افتتاحية: «على رغم محاولة واشنطن تقديم نفسها وسيطاً محايداً، واضح أنها تحيّزت لليابان. وعلى (بايدن) ألا يتوقع أي تقدّم جوهري، إذا كان يأتي فقط لتكرار ملاحظات حكومته السابقة الخاطئة والمتحيّزة». وأضافت: «إذا كانت الولاياتالمتحدة ملتزمة حقاً الحد من التوترات في المنطقة، فعليها أولاً أن تتوقف عن الإذعان لأسلوب طوكيو الخطر في دفع الأمور إلى شفا كارثة، وتشجيع آبي المولع بالقتال، على مواصلة التجاوزات والاستفزازات».