كشف رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري طبيعة المحادثات التي أجراها مع القيادة السعودية، الهادفة لإعادة العراق إلى حاضنته العربية، وأن تكون المملكة المحور والأساس الذي تستطيع العراق أن تتفاعل معه كي تنطلق للمرحلة المقبلة. وعبّر الجبوري بصراحة عن تأثير الدور الإيراني بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 في الجمود السياسي بين العراق والمملكة، وقال في لقاء بالصحافة السعودية عقب اجتماعه بولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمس الأربعاء في قصر المؤتمرات بالرياض، «إن التخوف الوحيد بين الطرفين هو وجود عامل الثقة، والتأكد من استمرار الاستقرار السياسي في العراق، وبعد ذلك سيذاب الجليد بشكل كامل». وعزا الجبوري سبب التدخل الإيراني المباشر في الشأن العراقي إلى غياب الدول العربية عن المشهد السياسي، وتفهم موقف السعودية الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، إلا أنهم يأملون أن يكون دورهم فاعلاً في هذه المرحلة الحساسة لإعادة العراق إلى المنظومة العربية. وأكد الجبوري وجود آفاق لعودة العراق، بيد أنها ما زالت تحت الاختبار، وتحتاج صدق نوايا وممارسات عملية لكل جانب. وأوضح أن خطر «داعش» والإرهاب على الحدود قوض بفعل دور السعودية والأردن في ضرب تجمعات الإرهابيين عليها أو بتزويد الجانب العراقي بالمعلومات. وأوضح الجبوري رداً على صحة إقالة قيادات عسكرية من الجيش العراقي قائلاً: «الشعب العراقي يريد أن يواجه داعش، والعشائر السنيّة تبحث عن جزء من مؤسسة عسكرية ضامنة أو داعمة»، وأضاف: «العشائر مترددة لأنها لا تريد أن تخوض غمار الصحوات التي خاضتها سابقاً، حين قاتلت، وأصبح ظهرها مكشوفاً من دون سند». وفي ما يخص العلاقات السعودية العراقية الحالية، قال الجبوري إن الزيارات الرسمية لرئيس الدولة والبرلمان العراقي امتازت بالصراحة في طرح الملفات، ومناقشتها على رغم اختلاف وجهات النظر في التعاطي معها. ولفت إلى اختلاف وجهات النظر في طريقة التعاطي مع خطر الإرهاب، وأن النقاش يهدف إلى توحيد التصورات الحقيقية ومعرفة كيفية التعاون لمواجهته، لكي لا تتولد مشكلة مستقبلاً. وأفاد أن زيارته للمراجع الشيعية في العراق لا علاقة لها بزيارته للمملكة، موضحاً أنه زار أيضاً المراجع السنيّة والمجمع الفقهي والوفد المسيحي الموجود في العراق، وأن تلك الزيارات من أجل بناء حوار مستمر بين الطوائف العراقية كافة. وفي الشأن الاقتصادي أكد الجبوري أن البرلمان العراقي يسعى لتعميق العلاقة عبر الانتهاء من حزمة من التشريعات لحماية الاستثمار لدخول رأس المال السعودي للعراق، إضافة إلى وجود استقرار أمني داخلي. وقال: «إن عودة السفير السعودي خلال شهر من الآن ستكسر الجمود في العلاقات الرسمية، وستقطع شوطاً كبيراً ومعبراً مهماً في التعاون الاقتصادي والسياسي»، مضيفاً: «لكن الجليد لا زال يحتاج إلى من يذيبه من خلال لقاءات أكثر». وأشاد بجهد المملكة والتحالف الدولي للقضاء على الإرهاب، مثمّناً دورها الإنساني في الدعم المقدم للنازحين من طريق الأممالمتحدة، وماله من أثر في نفوس العراقيين. وقال إن العراق يحتاج من أبنائه في الوقت الراهن التكاتف والوحدة والنظر بعقلية واحدة، وأن عدم الاستقرار الأمني سيقضي على الجميع، مطالباً دول الجوار بفهم التركيبة الاجتماعية والتعقيدات الأمنية وعدم التدخل في الشأن الداخلي للعراق.