أكد رئيس مجلس النواب بجمهورية العراق الدكتور سليم الجبوري أهمية لقاء الرئيس العراقي فؤاد معصوم للمملكة العربية السعودية والتقائه بخادم الحرمين الشريفين، واصفاً أثرها بالعميق. وقال في تصريح ل"الرياض": خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بقصر المؤتمرات بالرياض أمس، سؤاله عن آفاق هذه الزيارة وقراءته لآفاقها المستقبلية: "إنها زيارة تاريخية ومميزة، واستدرك "لكنها تحتاج إلى تتويج أكبر من خلال لقاءات وزيارات متبادلة بين الأطراف جميعها عاداً هذه الزيارة قد كسرت حاجز الجمود تقريباً في العلاقات الرسمية لكن الجليد مازال يحتاج إلى من يذيبه باستمرار عبر أكثر من لقاء يحصل هنا أو في بغداد، مضيفاً "قطعاً مجئ السفير هو نتاج الزيارة وسيكون عاملاً مساهماً ويقطع شوطاً كبيراً كنا ننتظره كما أنه سيكون معبراً مهماً للتنسيق بين العلاقات للبلدين". وفي سؤال عن زيارة الرئيس العراقي ورئيس البرلمان العراقي للمرجع آية الله السيستاني وهل كانت للبحث عن غطاء، قال: "إنها زيارة تمت من قبلي بناء على دعوة من آية الله السيستاني كما أني قمت بزيارة المرجع السني وكذا المجمع الفقهي والوفد المسيحي الموجود في العراق الذي يمثل أيضاً ركناً مهماً وأساسياً وزرت المرجعيات بكل أطرافها وجرى حوار ونقاش وسيستمر هذا الحوار، لذلك لا علاقة لزيارتنا لآية الله السيستاني بزيارتنا للمملكة بدليل أن الزيارة للمملكة العربية السعودية كان مقرراً لها أن تتم في 12 يونيو، ولكن لأنه وصلنا خبر بزيارة الملك فقد قمنا بتقديمها على زيارت أخرى لبعض الدول وفضلنا أن نزور السعودية قبل أي دولة أخرى". شدد على حرص بلاده على أن تلعب المملكة الدور الأكبر في هذا الظرف الحساس الذي يمر به العراق وعن طبيعة المحادثات التي تمت مع القيادة السعودية عبر لقاء سمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، قال: "إن زيارتهم جاءت بتلبية من رئيس مجلس الشورى في المملكة، التي واكبت رغبة موجودة لدينا كمجلس نوّاب وأيضاً كقيادات سياسية وصانعة قرار في أن تتباحث في مجمل المسائل وأن تتلمّس الأفق المستقبلي لا سيما في ظل الأحداث التي تحتاج إلى وجهات نظر قريبة من بعضها، ونحن ندرك جيداً دور المملكة العربية السعودية في هذا الجانب وحاجة المنطقة وكذلك العراق إلى إخوانهم وأشقائهم في المملكة لبحث سبل التعاون وفتح آفاق التواصل وأيضاً تجاوز كل الإشكالات التي حدثت الفترة الماضية". وأضاف: "لقد كان لنا مع رئيس مجلس الشورى في المجلس وأعضاء المجلس يوم أمس الأول وكذلك مع الشخصيات صانعة القرار لقاءات امتازت الحوارات فيه بالصراحة التامة حيث لم نتوان عن طرح بعض النقاط وإن كان فيها وجهات نظر مختلفة طالما أن هناك نية صادقة من كلا الطرفين للوصول إلى حل في هذا الإطار". وعن أبرز الملفات العالقة أو التي تنطوي على بعض الإشكاليات، قال: "الآن يواجه المنطقة تحدٍ كبير واختلافنا للنظرة لهذا التحدي وأعني بذلك الإرهاب وخطر داعش قد يولد مشكلة في الطريقة التي نواجهه بها، فلا بد أولاً من توحيد التصورات الحقيقية ومعرفة كيف يمكن لنا أن نتعاون حتى نواجه هذا الخطر الذي قد لا يقتصر أثره على العراق وإنما قد يتعداه إلى المنطقة برمتها، وبطبيعة الحال ندرك تماماً هذه المشكلة التي بدأت في سوريا وانتقل إلى العراق وهي مازالت مستمرة بمنهجيتها التي تريد إقصاء كل من لا يؤمن بفكرها وطريقة تعاطيها". نريد عودة العراق إلى حاضنته العربية وأن تكون المملكة هي المحور والأساس الذي ننطلق معه للمرحلة المقبلة ولفت الدكتور الجبوري إلى وجود إشكالات سابقة حصلت بين العراق وبين المملكة كانت مرتبطة بحكم السياسات التي حدثت ووصل من خلالها رسائل سلبية قد لا يعالج بعضها بطريقة صحيحة وقد ينبني عليها ردود فعل أو برود في العلاقة ويؤثّر، وبالفعل هذا ما حدث فقد أثر لكننا الآن نشعر في العراق أننا نمضي إلى مرحلة تستحق أن نقلب الماضي بالنظرة المتفائلة للمستقبل، وزاد: "وأكثر ما نركز عليه هو بناء العلاقات الوطيدة مع الدول العربية وأن يعود العراق إلى حاضنته العربية وأن تكون المملكة هي المحور والأساس الذي نستطيع أن نتعامل معه حتى ننطلق للمرحلة القادمة". وعن اختلاف وجهات النظر في التصدي للإرهاب ودور المملكة الذي يضطلع بهذا ضمن تحالف دولي، قال رئيس البرلمان العراقي: "نحن لا شك نثمن دور المملكة العربية السعودية في هذا الجانب كما أننا مدركون رغبتها والسلوكيات التي صدرت من القيادات وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مواجهة تحدي الإرهاب بدليل ما حصل في مؤتمر جدة، وأيضاً ينبغي علينا ألا ننكر المساهمة التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين للنازحين العراقيين عبر الأممالمتحدة وكان لها عميق الأثر في نفوس العراقيين في هذا الجانب. وأضاف: "قلت يجب أن تلتقي وجهات النظر في طريقة المواجهة وهو لا يعني أن هناك اختلافاً ولكن كان هناك تصورات متباعدة يحملها كل طرف تحتاج إلى نقاش حتى يستطيع كل منا تفهم دور الطرف الآخر، فنحن مثلاً لدينا عشائر مستعدة لمواجهة خطر داعش والإرهاب كما أن هناك تحديات تقف لأن تؤدي هذا الدور بشكل واضح، وشيء من الإرباك ليس الأمني فقط فقد يكون اقتصادي أو اجتماعي بحكم طبيعة التعقيد السياسي والتركيبة الاجتماعية الموجودة". وشدد الجبوري على حرص بلاده على أن تلعب المملكة العربية السعودية الدور الأكبر في هذا الظرف الحساس الذي يمر به العراق، وهو لن يتأتى إلا من خلال زيارات متبادلة وحورات ولقاءات متعددة على مختلف الصُّعد ورؤية لا أعتقد أننا سنختلف عليها فالإرهاب لم يعد خاصاً بطرف أو جهة أو بمؤسسة. وعن دخول اتفاقات تبادل السجناء بين البلدين حيز التنفيذ، أوضح الدكتور الجبوري أنه تم الاتفاق عليها من قبل الجهات التنفيذية وشأن المصادقة على مثل هكذا اتفاقيات يجب أن يمر عبر مجلس النواب حتى يتم تشريع قانون بهذا الخصوص وفي الدورة الماضية عرضت هذه الاتفاقية ووصلت إلى مرحلة التصويت التي حال دون ذلك إقرارها الحاجة إلى أصوات مؤيّدة، واضاف: "الآن أعتقد الأجواء جداً مناسبة وهي الآن في أدراج مجلس النواب وستطرح بشكل واضح وهي ذات بعد إنساني تتلق بوضع السجناء وهناك ضوابط تزيل مخاوف كل طرف تجاه ما يمكن أن يؤول إليه وضع السجناء إذا ما تم تسليمهم وعليه نشعر أن المرحلة القريبة القادمة جداً ستشهد تشريع هكذا قانون والمصادقة على الاتفاقية". نثمن موقف خادم الحرمين تجاه بلادنا والشعب العراقي يثمن موقفه من النازحين وكشف رئيس البرلمان العراقي، صدور توجيهات الحكومة السعودية اللازمة بخصوصه "وفق ما أبلغنا"، مشيراً إلى أنهم ينتظرون الوفد الأمني الذي سيستطلع بدوره أخذاً في الاعتبار الدعم للمسائل اللوجستية، وأضاف: "ما سمعناه أن الأمر لن يطول أكثر من شهر حتى يتم مباشرة السفير السعودي وهو ما سيكون له عميق الأثر في نفوس العراقيين كما أنه سيمهد لمرحلة جديدة من اللقاءات والعلاقات". وعن أوجه التعاون الاقتصادية بين البلدين أكد حرص بلاده على توطيد العالقات السياسية والاجتماعية باعتباره أمراً حاصلاً نظراً للامتداد العشائري والنسب وصلة القربى منوهاً بأثر توطيد العلاقة السياسية يحتاج إلى تعاون اقتصادي واستدرك قائلاً: هناك معوقات وينبغي أننكون واضحين في هذا الإطار وفي مقدمتها عدم استقرار الوضع الأمني وزاد: وهذا لا يعني أن ليس هناك مناطق غير قابلة للاستثمار فيها ويمكن أن تكون محل رأس المال السعودي وأضاف: هناك بعض العواق التي تتعلق بالجوانب التشريعية في حماية المستثمر وهذا الأمر بالنسبة لنا كمجلس نواب فلدينا حزمة من التشريعات التي تعلق بهذا الجانب حتى نسهل دخول الأيدي العاملة والأموال لغرض الاستثمار في العراق معتبراً أن وجود رأس المال السعودي سيكون له انعكاس إيجابي في العراق بدرجة كبيرة. وعما يثار من اختطاف العراق من قبل إيران في فترة من الفترات وما صاحبها من تصريحات من رئيس الوزراء السابق المالكي وما أحدثته من جفوة وما هو موقف البرلمان العراقي من الخلاف مع إيران قال: "بعد 2003 ودخول القوات الأمريكية وإعلان الجلاء لآخر جندي أمريكي في 2011 لم يكن هناك حضور بشكل واضح للقوى الفاعلة سواء المملكة العربية السعودية أو الدول العربية وإنما كان هناك شيء من الحضور الإيراني وبشكل غير مباشر من الحضور التركي وكنا نأمل في حينها -ولا زلنا- أن يكون هناك حضور أكثر فاعلية للدول العربية وهي حقيقة العراق الذي يرغب ان يكون جزءاً من المنظومة وصانع قرار لها ولذلك في لقاءاتنا نشدد على هذا المعنى وهنا أجدها فرصة لأعبر عن تقديرنا لموقف السعودية الذي يذهب إلى عدم التدخل في شؤون الدول الخاصة وهو ما نحرص على تطبيقه في بلادنا لكني أعلنها بشكل واضح أنه بحكم السياسات والتركيبة السياسية في العراق ولا تعقيدات الموجودة استغل ذلك من دول حتى أصبح لها حضور بشكل واضح في العراق لكن هذه الحالة ينبغي أن تكون شاذة واستثنائية. ولم يخف رئيس البرلمان العراقي تفاؤله بالمرحلة القادمة للعراق مشيراً إلى أنه رغم الوضع الأمني المربك في العراق لكن هناك أفقاً للحل في المرحلة الجديدة التي نحن في اختبار فيها مشدداً على أن صدق النوايا تحتاج ممارسة عملية من جانب الكل كاشفاً في القوت ذاته إلى أن العراق أول ما لجأ إلى الدول العربية ومن بينها المملكة العربية السعودية إيماناً منا أن مساندتنا في هذا الظرف سيعطينا الفرصة لتجاوز الأزمة بدرجة أكبر. وعن إقالة قيادات شيعية في الجيش وإحلال سنية بدلاً منها لمواجهة خطر داعش في الأراضي التي احتلتها وتخلت عنها تلك القيادات قال: هي مشكلة ليست بتلك البساطة وتكمن صعوبتها في أن الشعب العراقي يريد أن يواجه داعش فهناك فريق لديه القدرة المادية وآخر لديه عشائر لكنه متردد لأنه لا يريد أن يخوض مغامرة تجربة الصحوات التي خاضها سابقاً ثم اصبح ظهره مكشوفاً بلا سند لذلك البحث عن جزء من مؤسسة عسكرية ضامنة فنحن لو تحدثنا عن وجود رجال فهم كثر وراغبون في المواجهة واقولها باختصار: "في 2005-2006 العشائر واجهت القاعدة وكتب لها الفخر في المواجهة لكنها اليوم لا ترضى أن تحرر أراضيها من غير سكان المنطقة".