اختارت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، الفنون الأدائية موضوعاً رئيساً لفعالياتها وأنشطتها للعام الحالي، إذ كرمت الفنانة السعودية ابتسام لطفي كأحد أهم رموز الفنون الأدائية في المملكة. وقالت ابتسام لطفي في مؤتمر صحافي ليل أول من أمس (الثلثاء): «سعيدة بهذا التكريم، الذي يتزامن مع عودتي، وأتمنى أن أكون عند ثقة الجميع»، لافتةً إلى أنها انتهت من تسجيل أغنية بعنوان: «يا هلابك»، التي كتب كلماتها المعنى ولحنها سعود عبدالمجيد. وأضافت أن الألقاب ليست كل شيء في حياة الفنان، ومهما بلغ المطرب من شهرة واسعة لا بد من حب واحترام الجمهور له، مشيرة إلى أن الفنانة أحلام لها قدراتها وحضورها. وعن عودتها إلى المجال الفني مرة أخرى، أوضحت أنها مرعوبة خوفاً من ألا تحتضنها الساحة بعد غياب، «لكنني وجدت قبولاً من جمهوري وأتمنى أقدم ما يرضي المتابعين»، مؤكدةً أن الإنترنت أسهم في الوقت الحالي بوصول الأغنية سريعاً، ما دفع عدداً من المطربين إلى أغاني «السنغل». وتابعت: «أتمنى أن أجد الدعم من الإعلام السعودي والخليجي، لأقدم كل ما يطلب مني، وأكون جديرة بذلك»، لافتة إلى أنها غنت عدداً كبيراً من الأغاني الوطنية في الفترة الماضية، وكذلك غنت أغاني لليوم الوطني السعودي والحج والمؤتمرات الكبرى في المملكة. من جهتها، عبّرت رئيس مجلس إدارة الجمعية الأميرة عادلة بنت عبدالله عن اعتزازها بتكريم الفنانة ابتسام لطفي، خصوصاً أنها عبر مسيرتها الفنية عززت وجود الفلكلور التراثي السعودي. وقالت الأميرة عادلة: «من واجبنا في الجمعية لفت نظر الجيل الجديد للفلكلور التراثي السعودي والتعريف به، لاسيما أن المملكة وقعت اتفاقاً مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو لصون التراث الثقافي اللامادي، لأهميته بوصفه منبعاً للتنوع الثقافي وعاملاً معززاً للتنمية المستدامة، وعنصراً مهماً لحفظ الهوية». وأضافت أن الليلة التراثية تعد النواة الأولى لسلسلة فعاليات وبرامج تهتم بتكريم رموز الوطن في مجالات التراث المختلفة، «الجمعية تحرص على المساهمة بإثراء المعرفة والرفع من الوعي لدى المواطنين بالفنون الأدائية في المملكة». وأكدت أن الجمعية تعمل بمنهجية علمية للمضي بمشروع متحف الفنون الأدائية في جدة التاريخية، الذي يهدف إلى توثيق ذاكرة المجتمع التراثية البصرية والسمعية، والتسجيل التاريخي لهذه الفنون ورحلة تطورها جغرافياً وتاريخياً، مشيرةً إلى أن القيام بالدراسات العلمية حول الفنون الأدائية، وتوثيق صلاتها بفنون دول الجوار من المسارات المهمة في المشروع. وأوضحت المدير التنفيذي للجمعية الدكتورة مها السنان أن تكثيف الجهد سنوياً على موضوع معين من المواضيع التي تقع في دائرة التراث الوطني يرفع مستوى المنتج المقدم، «حرصت الجمعية على أن تتمحور فعالياتها حالياً على كل ما يرتبط بالفنون الأدائية، إضافة إلى إقامة الليالي التراثية قريباً، إذ ستشمل عرضاً مسرحياً، والتعريف بتجارب دولية ناجحة في خدمة التراث، وورش عمل للأطفال». يذكر أن مهمات الجمعية تتمحور حول التوعية بأهمية التراث الوطني والمحافظة عليه، ليكون حلقة وصل بين المهتمين من الأفراد والجهات من القطاعات المختلفة، من خلال تبادل الخبرات والتنسيق بين المشاريع والبرامج لتحقيق تكامل في الجهود المبذولة في المجالات التي تخدم التراث المادي وغير المادي.