فاصلة: «الصوت هو زهرة الجمال» -حكمة يونانية- لا يمكن للكلمات أن تصف سعادة الفنانة ابتسام لطفي وهي تهدي «نظارتها» الأولى التي كانت ترتديها في بداياتها الفنية الطموحة إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز قائلة: أهديها لشقيقة الروح من زمن الفن الجميل، «ابتسام لطفي» في كل نبرات صوتها الأخاذ خلقت في القاعة تغاريد حلم جميل واستحثت فيني تساؤلات عدة عن مجتمع تجاهل وجودها لفترة طويلة حين ظلت منقطعة عن الفن لما يقارب ثلاثة عقود. مبادرة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث لتكريم هذه الفنانة القديرة في إطار اهتمامها بالفنون الأدائية للتراث يفتح الطريق أمام الرواد ليكونوا بيننا يلمسون تقديرنا لهم قبل إعتزالهم أو رحيلهم. ابتسام لطفي قدمت الفلكلور كثيرًا محافظة على مضمونة وأنواعه الإيقاعية المختلفة في أحدث لقاء لها مع الزميل علي فقندش في صحيفة عكاظ في أبريل 2014م تحدثت عن عودتها للغناء بعد انقطاع طويل، إذ إنها منذ اكتشاف طلال مداح ولطفي زيني رحمهما الله، لموهبتها وانطلاقتها في نهاية الستينيات استمرت في نجاح وتعاونت مع كبار الشعراء والملحنين العمالقة، ثم غابت في احتفالية الجمعية السعودية للمحافظة على التراث مساء الثلاثاء الماضي للفنانة القديرة ابتسام لطفي رسالة قوية مضمونها يبرز حجم المسؤولية التي تدركها هذه الجمعية لتوثيق أنواع التراث المختلفة لا سيما أن الأصوات النسائية التي آمنت بغناء التراث وصون انتقاله للأجيال قليلة. رائدات الفن والإعلام في السعودية مغيبات عن التوثيق تاريخيًا لمسيرتهن الفنية والمهنية وهي إشكالية يبرزها عدم وجود مؤسسات نسوية تعنى بتاريخ الفن النسائي وليس فصله عن المجتمع. فلا توجد مؤسسات تعليمية أو مراكز بحوث تعنى بدراسات وأبحاث المرأة وتاريخ مساهمتها في المجتمع أو مؤسسات ثقافية تستهدف التوثيق فضلاً عن إبراز إنجازات النساء في الفنون. ربما لأنه في البدء على المجتمع من خلال أفراده الإيمان بأهمية رموزه الثقافية ليسعى جاهدًا إلى البحث عن أدوات تكريمها. حضرت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث بينما غابت وزارة الثقافة والإعلام بروحها عن تكريم فنانة قديرة تمتلك حنجرة أصيلة ووعيًا عميقًا بقيمة الفلوكلور السعودي. شكرًا لرئيس مجلس إدارة الجمعية سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله... شكرًا للمدير التنفيذي للجمعية د. مها السنان.... كانت ليلة تكريم تراثية عبقة بالجمال والوفاء.