استبعد رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك أمس، إجراء حكومته مفاوضات مباشرة مع الانفصاليين الموالين لروسيا، من أجل إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ستة أشهر في شرق البلاد. وقال خلال اجتماع لحكومته أعقب حض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كييف على إجراء محادثات مباشرة مع الانفصاليين، وعدم التعامل مع موسكو باعتبارها طرفاً في الصراع: «لن نتفاوض مباشرة مع إرهابيين روس. وأترجم للروسية لن نجري مفاوضات مباشرة مع مرتزقتكم». وشدد ياتسينيوك على ضرورة التزام روسيا باتفاق وقف النار الذي أبرم في مينسك في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي، وقال: «إذا كنتم تريدون السلام التزموا اتفاق مينسك. نحتاج إلى ضمانات للتوصل إلى سلام». وتابع: «الكرملين وقف وراء خطف سكان دونيتسك ولوغانسيك كرهائن، ودفع الوضع نحو كارثة إنسانية. لقد بدأ الشغب فعلياً». وكان لافروف قال في كلمة أمام مجلس النواب (الدوما) إن «دعاة الحرب الذين يؤيدون الحملة العسكرية التي تشنها كييف في شرق أوكرانيا، حاولوا استبعاد الانفصاليين من تحركات السلام، وإجبار الغرب على الحصول على موافقة روسيا باعتبارها طرفاً في الصراع، وهذا خط غير بناء واستفزازي، ولا فرصة أمامه للنجاح». وتابع: «لم نختر التوجه السلبي الحالي في الشؤون العالمية، ولسنا مسؤولين عن توتر العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الذي نعتبره شريكنا الاقتصادي الطبيعي، فأزمة أوكرانيا ناتجة من محاولة الغرب تعزيز أمنه على حساب آخرين وفرض منهج أحادي يعيد تشكيل العالم وفقاً لخطط انتهازية نرفضها»، علماً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال خلال مراسم تسلمه أوراق اعتماد سفراء جدد في الكرملين بينهم السفير الأميركي جون تيفت: «إننا مستعدون للتعاون مع الولاياتالمتحدة على أساس الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المجري بيتر زيغارتو، أعلن لافروف أن توسع الحلف الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا «متهور، وخطأ قد يضر بأمن أوروبا». وزاد: «شكل وضع أوكرانيا المُحايد عنصراً أساسياً في أمنها ومصالحها الوطنية»، فيما أشاد بعدم سماح المجر، العضو في الحلف الأطلسي، ب «انتشار داء الخوف من روسيا». وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير صرح بعد لقائه لافروف في موسكو أول من أمس، أنه «غير متفائل بالتوصل إلى مخرج لأزمة أوكرانيا بعد تنديد الحلف الأطلسي (ناتو) بإرسال موسكو تعزيزات عسكرية «كبيرة جداً». وأشار إلى أن وجهتي نظر ألمانياوروسيا متباينتين بشدة حول الصراع في أوكرانيا الذي «ما زال بعيداً عن الحل». وحذر شتاينماير من أن التخلي عن اتفاق مينسك سيشكل خسارة كبيرة، على رغم الانتهاكات المتكررة لوقف النار، والتي تسببت في مقتل جنديين أوكرانيين وخمسة مدنيين في الساعات ال24 الأخيرة في شرق أوكرانيا.