نُصِّب باسكوكي تاجاهاجا بورناما، وهو مسيحي، حاكماً لمدينة جاكرتا للمرة الأولى منذ نصف قرن، على رغم احتجاجات لمتشددين إسلاميين في إندونيسيا، أضخم بلد مسلم في العالم. بورناما الملقب بأهوك، أدى القسم الدستوري في مراسم حضرها الرئيس جوكو ويدودو، علماً أن الأول كان نائباً للثاني ويتولى منصب حاكم جاكرتا بالوكالة منذ أشهر. وهو أول شخص من الإتنية الصينية يتولى المنصب، خلفاً لويدودو الذي انُتِخب رئيساً للبلاد. وبورناما (48 سنة) بروتستانتي من خارج الساحة السياسية، ولا جذور عميقة له في عهد الديكتاتور سوهارتو الذي شهدت حقبته تمييزاً شديداً في حق الأقلية الصينية التي تسيطر على التجارة وقطاع الأعمال وتعدّ 15 في المئة من الشعب، علماً أن 87 في المئة سكان إندونيسيا (250 مليوناً) هم مسلمون، فيما يشكّل المسيحيون حوالى 10 في المئة. واعتُبر ظهور قادة مثل ويدودو وبورناما، مؤشراً إلى ترسخ الإصلاحات الديموقراطية بعد نهاية الديكتاتورية عام 1998. لكن تعيين بورناما لم يكن سهلاً، إذ نظمت الجماعات الإسلامية المتشددة احتجاجات منتظمة ضد تنصيب «كافر» حاكماً، كما حاول خصومه السياسيون في مجلس المدينة، منع تنصيبه. وتعهدت «جبهة المدافعين الإسلاميين» المتشددة تنظيم احتجاجات أسبوعية ضده. إلا أن بورناما المعروف بصراحته ومزاجه الحاد، لم يأبه بالتحديات التي واجهته، وقال بعد تنصيبه: «لا يمكن إرضاء الجميع». وعلى رغم معارضة الجماعات الإسلامية، دعم كثيرون من سكان جاكرتا تعيينه حاكماً، معربين عن اعتقادهم بأن تسوية مشكلات المدينة تتطلب حاكماً قوياً.