يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء اليوم الأربعاء إلى إسرائيل في إطار جولة جديدة له في المنطقة تقوده إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة سيسعى خلالها مرة أخرى لإنقاذ مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية المتعثرة منذ إعادة إطلاقها في تموز (يوليو) الماضي. وهذه الزيارة الأولى لكيري إلى منطقة الشرق الأوسط منذ توقيع الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي الذي أثار جدلاً حاداً في إسرائيل في شأن علاقاتها المميزة مع الحليف الأميركي وأثار توتراً بين الحليفين. وتوتر العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة ليس سببه إيران فقط، بل أيضاً مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وكان كيري حذر إسرائيل في جولته الماضية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من عودة الفلسطينيين إلى العنف واندلاع انتفاضة ثالثة في حال عدم تحقيق السلام. واستؤنفت مفاوضات السلام في نهاية تموز بعد حوالى ثلاث سنوات من التوقف بسبب خلافات عميقة حول القضايا الأساسية مثل مرجعية المفاوضات والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وأعلن مسؤول فلسطيني كبير الثلثاء، أنه تم إلغاء جلسة مفاوضات بين الجانبين مساء الإثنين بسبب رفض المفاوضين الفلسطينيين المشاركة فيها لعدم تخلي الحكومة الإسرائيلية رسمياً، على حد قولهم، عن خطة توسع استيطاني قياسية في الضفة الغربية. وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «كان من المفترض عقد لقاء تفاوضي الإثنين بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، لكنه ألغي بسبب التوتر الناتج من عدم وجود إجابة إسرائيلية واضحة على مشروع لبناء 20 ألف وحدة استيطانية» في الضفة الغربيةالمحتلة. ورأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف الكين أن «الشراكة مع الأميركيين مهمة للغاية، ولكن عندما تكون هناك خلافات، فإن واجب رئيس الوزراء والحكومة هو إعطاء الأولوية لأمن إسرائيل حتى وإن كان ذلك ليس إيجابياً جداً لعلاقاتنا مع الأميركيين». وذكر الكين، كمثل يجب أن لا يتبع، بالضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لتمكين «حماس» من المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أجريت في كانون الثاني (يناير) عام 2006 والتي فازت بها الحركة. وأضاف: «النتيجة، لدينا قاعدة إرهابية» في قطاع غزة الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005، والذي طردت منه «حماس» السلطة الفلسطينية عام 2007 وبسطت سيطرتها التامة عليه. وامتنع نتانياهو حتى الآن عن الدخول في مواجهة جديدة مع الولاياتالمتحدة حيث تنصل في شكل علني من إعلان وزير الإسكان اليميني المتطرف أوري آريئيل عن مشروع استيطاني ضخم لبناء أكثر من 20 ألف وحدة سكنية استيطانية في المستوطنات. من جهة أخرى، ذكر الكين لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان «سيتوجه إلى واشنطن نهاية الأسبوع لعقد لقاءات خاصة مع جون كيري» من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأوضحت الإذاعة أن ليبرمان سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وسيشارك في المنتدى السنوي للسياسة في الشرق الأوسط الذي يعقده رجل الأعمال الإسرائيلي - الأميركي حاييم سابان.