دعا الأديب عبدالعزيز المهنا الطلبة السعوديين المبتعثين في عدد من الدول الغربية والشرقية إلى الانخراط والتعايش مع الشعوب من خلال دخول عالم الرواية التي تكتبها تلك البلدان وفيها تصوير المشاهد الاجتماعية والتعبير عن الحياة اليومية لشعوبها، واصفاً الرواية العربية بأنها موغلة في القدم منذ عصر فجر التاريخ، إذ تم التعاطي من خلالها مع الحروب وأثناء التناحر والسجال بين القبائل العربية، ثم تطورت بعد ذلك وأخذت قالبها في العصر الحديث فالرواية اليوم متطلب يجسد امتداداً للتاريخ المتوارث. وأوضح المهنا أن كل مجتمع يقوم بعملية التغيير عبر الإقصائيات التي يمارسها لكونها تظهر على شكل روايات، مطالبًا بألا تكون هناك «وصايات على الحرف ليكون حراً، خصوصاً أننا نعيش في وقت شكلت فيه الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي مساحات رحبة واسعة جدًا». وقال المهنا، في محاضرة نظمها نادي الجوف الأدبي الثقافي وأدارها عضو مجلس الإدارة خالد العيسى، إن تفرعات الرواية «تقاطعت بشكل وبآخر مع الأدب السياسي، نتيجة تفاعل الأدب مع اللغة، وقد كان باكورة ذلك الرحلات الحزينة التي عاشتها بعض القبائل في السابق مع «الأرمينيين» وغيرهم من الشعوب». وأكد أنه بعد ظهور العهد «الطالباني» في أفغانستان «ظهرت هيكلة جديدة للرواية، وكذلك الحال في السعودية بعد ظهور الذهب الأسود «النفط»، الذي أحدث تغيرات حضارية في وقتٍ ليس فيه للتباطؤ مكان، وهذا ما عبر عنها العديد من الكتاب في نصوصهم ورواياتهم». وتطرق المهنا إلى عدد من رواياته، مقدماً إضاءات موجزة، مثل رواية «غادة الكويت» و«وجهها الآخر» الذي يصف فيه حال فتاة تم تزويجها قصراً من ستيني بعمر جدها. وفي ختام المحاضرة كرم رئيس النادي الدكتور محمد الصالح الأديب السعودي عبدالعزيز المهنا.