دانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا الهجوم الذي استهدف كنيساً في القدس أمس، وأسفر عن مقتل اربعة إسرائيليين من أصل أميركي وبريطاني، فيما حضت الأممالمتحدة اسرائيل على عدم تصعيد الموقف. وعبر روبرت كولفيل، المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة، عن صدمته من الهجوم. وقال: «نستنكر كل أعمال العنف التي تتسبب في وفيات وإصابات. اسرائيل لديها واجب إقرار القانون والنظام والتي تشمل تقديم المسؤولين عن تلك الهجمات على المدنيين الى العدالة. لكن أي رد يجب أن يكون وفقاً للقانون الدولي. نحض السلطات الاسرائيلية على عدم اتخاذ اجراءات مثل عمليات هدم المنازل العقابية التي تنتهك القانون الدولي وتزيد الموقف توتراً على الأرجح». وأضاف كولفيل ان الأممالمتحدة حضت اسرائيل على ضبط النفس في أعقاب أحدث أعمال عنف، مشيراً الى «السلسلة الأخيرة لأحداث العنف في اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي وقت مبكر صباح اليوم كما عرفتم على الأرجح لاقى أربعة اسرائيليين حتفهم وأصيب ثمانية آخرين في هجوم على معبد بالقدس. ويوم الأحد وجد سائق حافلة فلسطيني مشنوقاً في حافلته بالقدس في ظروف غامضة. وقُتل ستة أشخاص آخرين على الأقل بينهم خمسة اسرائيليين وإكوادوري في الشهر الماضي في هجمات مزعومة بينها دهس بسيارات وهجمات بمدى (سكاكين)». ووصف وزير الخارجية الاميركي جون كيري الهجوم بأنه عمل «ارهابي بحت»، وقال قبل اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن «هذا الصباح في القدس هاجم فلسطينيون يهوداً كانوا يصلون في كنيس. لقد جاء الناس للصلاة في كنيس وقتلوا في عمل ارهابي بحت ووحشية عبثية». ودعا كيري القادة الفلسطينيين الى «ادانة» الهجوم الذي يعتبر الأكثر دموية منذ سنوات في المدينة المقدسة «بأشد العبارات» والى اتخاذ «الاجراءات» اللازمة لتجنب تكراره، و «أن تبدأ في اتخاذ تحركات لتقييد أي نوع من التحريض وإظهار شكل القيادة الضروري لوضع هذه المنطقة على مسار آخر». وقال كيري: «هذا العنف لا مكان له وخصوصاً بعد المحادثات التي اجريناها للتو في عمان». وكان وزير الخارجية الاميركي أعلن الخميس في عمان ان «تعهدات حازمة» اتخذت لخفض حدة التوتر في القدسالشرقية بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حول موضوع الحرم القدسي. وأوضح مسؤول اميركي مسافر مع كيري ان وزير الخارجية الاميركي اتصل بالرئيس الفلسطيني وحثه على تهدئة الاجواء. اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فكتب على حسابه الرسمي على موقع تويتر «أشعر بالصدمة من الهجوم المروع على المصلين في كنيس في القدس». ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ما وصفه «بالهجوم الشنيع» معرباً «عن قلقه العميق ازاء سلسلة اعمال العنف في القدس واسرائيل والضفة الغربية». وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي «انه عمل ارهاب ضد مصلين خلال صلاة الفجر وهو مدان من كل وجهات النظر». وأضافت «ادعو كل قادة المنطقة الى العمل معاً وبذل اقصى جهودهم لتهدئة الوضع فوراً ومنع تصعيد جديد». الى ذلك، دان مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي الهجوم الذي استهدف المعبد اليهودي في القدس، وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي اركي تيوميويا إن تركيا تعارض أي هجوم يستهدف دور العبادة. وأضاف: «نحن ندين كل أنواع الاعتداء على الأماكن المقدسة ونعتقد أن هذا خطأ. وقد أدنا من قبل هجوماً اسرائيلياً على المسجد الأقصى». وانتقد جاويش أوغلو أسلوب تعامل اسرائيل مع غزة، لكنه قال ان ليس هناك ما يبرر مثل هذا الهجوم. وتابع: «نحن في مأزق. اسرائيل تواصل موقفها غير المسؤول من غزة والأماكن المقدسة، لكن الهجوم الأخير على المعبد لا مبرر له».