قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا ان «الائتلاف» سيحضر مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، مؤكداً وجوب عدم السماح لإيران بحضور المؤتمر إلا إذا توقفت عن المشاركة في إراقة الدماء في سورية وسحبت قواتها ووكلاءها. وقال الجربا في مقابلة مع «رويترز» و «اسوشييتد برس» انه مستعد لحضور المؤتمر الدولي إذا أُنشئت ممرات للمساعدات الانسانية وأُطلق سراح المعتقلين السياسيين، مؤكداً انه لا يمكن الرئيس السوري بشار الاسد ان يلعب اي دور في المستقبل في سورية. وتابع رئيس «الائتلاف» بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري نبيل فهمي: «نحن الآن مستعدون للذهاب الي جنيف»، مضيفاً ان المعارضة تعتبر محادثات جنيف خطوة نحو انتقال للقيادة و «تحول ديموقراطي حقيقي في سورية». وقال رداً على سؤال يتعلق بالأسد: «من غير الوارد أن الفرد المسؤول عن تدمير البلد يمكن ان يكون مسؤولاً عن بناء البلد». وكانت الحكومة السورية اعلنت موافقتها على المشاركة في «جنيف 2» مع رفض تسليم السلطة او تنحي الاسد، قائلة ان على الدول الغربية التي تطالب بتنحي الأسد أن تستفيق من أحلامها أو تنسى مسألة حضور محادثات السلام. ورفض الجربا فكرة حضور ايران المؤتمر الدولي «في ظل الواقع الحالي»، قائلاً: «ايران مسؤولة عن القتل في سورية وتشارك فيه بطريقة واضحة جداً. انها قتلت آلاف السوريين بواسطة حرسها الثوري ومرتزقة من «حزب الله» الذي يعتبر جماعة ارهابية». وزاد: «إذا كانت ايران جادة بشأن حل الازمة السورية، يتعين عليها أولاً ان تسحب حرسها الثوري ومرتزقة «حزب الله» من سورية». وإيران وروسيا هما الداعمان الرئيسيان للأسد في الصراع المستمر منذ اكثر من عامين الذي قتل فيه نحو 120 ألفاً. وتسبب في تشريد ملايين آخرين. وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اعلن ان بلاده ستحضر «جنيف 2» من دون شروط مسبقة إذا تلقت دعوة. ووجه مع نظيره التركي احمد داود اوغلو بعد لقائهما في طهران اول من امس، دعوة الى وقف لإطلاق النار قبل المؤتمر الدولي. ويقول ديبلوماسيون غربيون ان ايران تزود النظام السوري بمساعدات قيمتها بلايين الدولارات وعدد غير معروف من المستشارين العسكريين. واعترف «حزب الله» الذي تسانده ايران صراحة بأن له مقاتلين يقاتلون الي جانب قوات الاسد، لكن طهران تنفي ان قواتها تشارك بشكل مباشر في القتال في سورية. وقال الجربا في القاهرة: «ايران مشاركة في قتل الشعب السوري. إذا كانت تريد ان تحضر (محادثات جنيف)، فإنها ملزمة بأن تسحب قواتها وقوات «حزب الله» والقوات العراقية المتحالفة معها». وسئل الجربا عن نوع الاسلحة التي تقدم الى قوات المعارضة السورية، فقال: «نحن في الغالب نطلب اسلحة من المجتمع الدولي والعالم الغربي والعالم العربي. هذا شيء نرحب به». وكان رئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس رفض محادثات جنيف، قائلاً انه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار اثناء المؤتمر. وذهب مقاتلون اسلاميون ذوو نفوذ الي مدى أبعد بالتهديد بمحاكمة كل من يشارك في محادثات لا تؤدي إلى الاطاحة بالأسد.