لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - بدأ ممثلو النظام السوري والمعارضة الاستعداد لمفاوضات طويلة بعد انطلاق مؤتمر «جنيف 2» من دون وجود اتفاق حول وقف لإطلاق النار خلال العملية التفاوضية، في وقت أعلن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نيته توجيه طلب رسمي إلى الجامعة العربية لشغل مقعد سورية فيها. وفيما جدد رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا رفضه مشاركة إيران في المؤتمر باعتبارها «دولة محتلة»، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استعداد بلاده لحضور المؤتمر «من دون شروط مسبقة» إذا تلقت الدعوة. وأعلن «الائتلاف» امس رفض مشاركة الرئيس بشار الأسد في «هيئة الحكم الانتقالي». وأضاف في بيان: «يؤكد الائتلاف التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكنهم القيام بأي دور في مستقبل سورية السياسي»، بعدما قال إنه «ينظر بكل إيجابية» إلى تحديد موعد المؤتمر الدولي الذي «سيكون موضوعه الأساس تطبيق بنود بيان جنيف1 كاملة، بدءاً بالوصول إلى اتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات التنفيذية على الجيش والشرطة والأمن وأجهزة الاستخبارات في سورية». وقال الجربا بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مقر الجامعة في القاهرة، إنه بحث في أن تشغل مقعد سورية في الجامعة الحكومة الموقتة برئاسة أحمد طعمة، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال خطاب رسمي من الحكومة الموقتة إلى الجامعة خلال أيام في هذا الشأن. وكانت الجامعة العربية علقت عضوية الحكومة السورية فيها في 2011. ومنحت المقعد في آذار (مارس) الماضي إلى «الائتلاف» شرط تشكيل هيئة تنفيذية. وعما إذا كان «الائتلاف» حسم مشاركته في المؤتمر، قال الجربا: «لم نقرر بصفة نهائية، ولدينا رؤية تقدمنا بها، وفي الوقت ذاته لدينا روحية حقيقية للذهاب إلى جنيف 2. ونعتقد أن النظام السوري هو من لا يريد الذهاب إلى المؤتمر ويرفضه لولا الضغط الروسي». وأضاف: «إذا كانت المحادثات ستكون على أساس جنيف 1 فإنها ستكون أمراً مفيداً لنا كممثلين عن الثورة السورية والائتلاف». وجدد رفض مشاركة ايران في المؤتمر، قائلاً: «إيران دولة محتلة لسورية وقتلت كثيراً من أبناء شعبنا السوري وطالبنا أن تسحب حرسها الثوري وأن تطلب من «حزب الله» اللبناني الانسحاب من سورية لأنه أضر كثيراً. وأي تقدم في العملية السياسية لا بد أن يرافقه خروج تلك الميليشيات الأجنبية الإيرانية واللبنانية والعراقية المتطرفة». في المقابل، قال ظريف لقناة «برس تي. في.» الإيرانية: «نرى أن مشاركة إيران في جنيف2 إسهام مهم في حل المشكلة. قلنا دائما إنه إذا دعيت إيران فسنشارك من دون أي شروط مسبقة». وعن وقف إطلاق النار قبل الذهاب إلى جنيف، قال الجربا إنه إلى الآن لم يتم التوافق على هذا الكلام، مشيراً إلى أنه فهم من لقائه المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي في نيويورك أن هذا الطلب لم يكن موجوداً أبداً. وفي هذا المجال، قال قائد «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، إن مقاتليه لن يشاركوا في المؤتمر، واضاف لقناة «الجزيرة» القطرية: «إن الظروف والأجواء ليست مهيئة حتى الآن لعقد مؤتمر جنيف في التوقيت الذي تم تحديده، لأسباب كثيرة، والإسراع في إعلان تاريخ عقد المؤتمر من دون أخذ الأسباب المؤدية لنجاحه ستؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة على جميع المستويات». وفيما قال الجربا إنه تم الاتفاق مع العربي على عقد اجتماع تشاوري للمعارضة في مقر الجامعة يدعو له «الائتلاف» خلال شهر من الآن، أعلن المنسق العام ل «الهيئة الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم في مؤتمر صحافي في دمشق: «الذي يريد أن يحضر (مؤتمر) جنيف من الائتلاف، (يعني) أنه يريد حلاً سياسياً، نحن مستعدون للتنسيق معه ووضع رؤية موحدة وآلية تفاوض». وفي موازاة ذلك، واصل مسؤولون روس وأميركيون والإبراهيمي محادثاتهم امس مع الأطراف السورية لإزالة العقبات أمام عقد المؤتمر قبل عقد لقاء تشاوري ثلاثي في جنيف في 20 الشهر المقبل. وأوضحت مصادر مطلعة ل «الحياة»، أن الإبراهيمي اجتمع امس مع رئيس «المنبر الديموقراطي» سمير عيطة، حيث ظهرت في اللقاء «مخاوف من تطورات ميدانية تؤثر سلباً على المؤتمر من الآن إلى حين انعقاده». وعقد السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد جلسة محادثات مع قادة «المجلس الوطني» برئاسة جورج صبرا في إسطنبول لإقناعهم بضرورة المشاركة في المؤتمر، باعتبار أنها كانت لوحت بالانسحاب من «الائتلاف» إذا قرر حضور «جنيف 2». إلى ذلك، أصدرت «الجبهة الإسلامية»، التي تشكلت قبل أيام من أكبر ست تنظيمات مقاتلة، ميثاقها الذي نص على «إسقاط النظام إسقاطاً كاملاً... وتفكيك وإنهاء سلطاته الشرعية والتنفيذية والقضائية، مع جيشه ومؤسساته الأمنية ومحاكمة من تورط منهم ومن أنصارهم في سفك الدماء»، وصولا إلى اقامة «دولة تكون فيها السيادة لشرع الله، مع رفض أي مشروع تقسيمي أو كيان دخيل». ميدانياً، قُتل 15 شخصاً بتفجير سيارة قادها انتحاري في منطقة السومرية جنوب غربي دمشق، في وقت كثف الطيران الحربي غاراته لإعادة فتح الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد. وسقط عدد من صواريخ أرض - أرض على الغوطة الشرقية في محاولة من قوات النظام لوقف هجوم شنه مقاتلو المعارضة قبل أيام.