لم يكن جمهور عازفة البيانو الفرنسية سيليمين دودييه في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، حيث أحيت أمس حفلة مجانية للأطفال، يشبه جمهورها المعتاد في كبرى قاعات العالم. وضمن جولتها في الأراضي الفلسطينية التي استغرقت 3 أيام، أحيت دودييه مساء أول من أمس، حفلة في جامعة القدس، بينما ستكون حفلتها المقبلة في قاعة كارنيغي هول الشهيرة في نيويورك الشهر المقبل. وتجمع عشرات من التلاميذ في مخيم شعفاط في قاعة مركز صغير في شارع ضيق في المخيم، للاستمتاع بالحفلة الموسيقية الأولى في حياتهم. وحول فكرة الحفلة، قالت دودييه: «اقترح علي المعهد الفرنسي القدوم إلى هنا وإحياء حفلة للأطفال، فوافقت (...). أعتقد أن هذا جزء من دوري كموسيقية في ألا يقتصر عزفي على آلات بيانو فخمة في قاعات عريقة وأمام جمهور من الخبراء. من المهم أيضاً أن أقدم موسيقاي وكل السعادة التي أستطيع، لأطفال لم تتسنّ لهم فرصة مشاهدة عرض موسيقي من قبل». وبسبب عدم وجود آلة بيانو في المخيم، اضطرت دودييه لإحضار بيانو كهربائي معها إلى مكان العرض. أما منسقة مركز شعفاط الجماهيري رنا غراب، فقالت: «الأولاد هنا متعطشون لكل ما هو جديد وهم تعرفوا على آلة موسيقية لم يروها من قبل. هؤلاء الأطفال لا يعرفون آلة البيانو سوى من التلفزيون ونحن نحاول أن نحتوي الأطفال هنا بأطر آمنة مثل الموسيقى، التي تمكِّنهم من التعبير عن مشاعرهم». ولم يخف الأطفال حماستهم لرؤية آلة البيانو وللعرض الموسيقي، فصفقوا طويلاً بعد كل مقطوعة موسيقية، ثم تسابقوا بينهم للصعود ومحاولة العزف على الآلة بعدما دعتهم دودييه لذلك. وقال نضال مجاهد (11 سنة): «الأمر كان جميلاً للغاية، لقد شعرت بقلبي يدق فرحاً عندما عزفت دودييه». وقاطعه براء عليان (12 سنة) قائلاً: «هذه أول حفلة بيانو أشاهدها في حياتي، أنا سعيد جداً».