كثف الطيران الحربي السوري غاراته على مدينة النبك في محاولة لإعادة فتح الطريق الدولية بين دمشق وحمص في وسط البلاد، في وقت سقطت صواريخ أرض - أرض على مناطق في الغوطة الشرقية لوقف تقدم مقاتلي المعارضة في اليومين الأخيرين. وقتل 15 شخصاً في تفجير قرب دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات عنيفة دارت أمس «بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة من طرف والقوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر قرب جسر يبرود في القلمون، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية مناطق في مدينة النبك». وتابع: «كثفت القوات النظامية قصفها وغاراتها الجوية على المنطقة الغربية من النبك في محاولة لإبعاد الكتائب المقاتلة عن طريق دمشق - حمص الدولية المغلقة لليوم السابع على التوالي منذ أن سيطر مئات العناصر من الدولة الإسلامية في العراق والشام مدعمين بمقاتلين من جبهة النصرة والكتيبة الخضراء وكتائب إسلامية مقاتلة، على مدينة دير عطية». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على مدينة دير عطية بعدما اقتحمت قوات نظام الرئيس بشار الأسد مدينة قارة في القلمون الأسبوع الماضي. واستمرت المواجهات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في أماكن مختلفة في منطقة القلمون التي تربط دمشق بحمص وريف دمشق بحدود لبنان. وفي دمشق، قال «المرصد»: «إن مواجهات اندلعت بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في بيت سحم في الريف الجنوبي على محوري طريق المطار والسيدة زينب وسط إطلاق نار على مناطق في بيت سحم بالرشاشات الثقيلة، في حين تستمر الاشتباكات العنيفة بين الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وألوية وكتائب الحبيب المصطفى وكتائب إسلامية مقاتلة من طرف والقوات النظامية وحزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية من طرف آخر في بلدات وقرى في منطقة المرج خلال معارك فك الحصار عن الغوطة الشرقية التي بدأت فجر الجمعة الفائت». وقتل قائد لواء مقاتل من «ألوية وكتائب الحبيب المصطفى» وثمانية مقاتلين آخرين. وقالت «الهيئة العامة للثورة»: «إن صواريخ أرض - أرض سقطت أمس على منطقة المرج في غوطة دمشق لمنع تقدم مقاتلي المعارضة «بالتزامن مع اشتباكات عنيفة جداً بين الثوار والميليشيات الشيعية في المنطقة». وزادت: «أن صوراً نشرها مقاتلون شيعة موالون للنظام كشفت هوية قاتلي الإعلامي محمد السعيد في بلدة جربا في الغوطة الشرقية في ظروف غامضة، حيث أظهرت صور أحد أفراد الميليشيات الشيعية واقفاً إلى جانب جثتي شابين يُعتقد أنهما محمد السعيد وأكرم السليك بناء على مقارنات مع صور لهما أثناء التشييع يظهران فيها في الملابس ذاتها في الصورتين والإصابات نفسها». وتابعت: «أفراد الميليشيات الذين أوقعوا محمد ورفيقه في المكمن عاجلوهما بالقتل ثم سرقوا ما بحوزتهما من كاميرات وكمبيوترات محمولة وتركوهما ساعات قبل أن تأتي قوة من الثوار وتسحب جثمانيهما إلى الخطوط الخلفية للجبهة». وأفاد شريط إخباري عاجل على التلفزيون الحكومي عن تفجير أمام محطة انطلاق الحافلات في السومرية في غرب العاصمة «نتج من سيارة مفخخة من نوع سابا يقودها انتحاري، ما أدى إلى مقتل 15 مواطناً على الأقل، وإصابة أكثر من ثلاثين بجروح». وأكد «المرصد» مقتل 15 شخصاً، هم: «تسعة مواطنين بينهم طفلان على الأقل»، و «ستة عناصر من القوات النظامية». وأشار إلى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود حوالى 25 جريحاً بعضهم في حالة خطرة». واستهدفت المنطقة نفسها بانفجار في شهر أيلول (سبتمبر) استهدف مركز الأبحاث والاختبارات التابع لوزارة الصناعة وأسفر عن مقتل أربعة مواطنين وإصابة ستة آخرين بجروح وإلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المحال التجارية والسيارات. وتقع السومرية قرب داريا والمعضمية الخاضعتين لحصار مطبق من قوات النظام وقرب مطار المزة العسكري ومقار أمنية للنظام. وقال «المرصد»: «إن قذائف هاون سقطت أمس على مناطق مختلفة في دمشق، شملت حي المالكي الراقي وساحة الميسات ومناطق في برزة. ويقع شارع بغداد وساحة التحرير والميسات في وسط العاصمة، فيما يقع حي برزة في شمال العاصمة ويشهد معارك عنيفة منذ أشهر بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين تمكنوا من السيطرة على أجزاء منه. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن القذائف «أطلقها إرهابيون». وتصاعدت خلال الأسبوعين الأخيرين وتيرة سقوط قذائف هاون على أحياء عدة في العاصمة، مصدرها في معظم الأحيان مواقع مقاتلين معارضين قرب دمشق، ما أسفر عن وقوع الكثير من القتلى، وعن نزوح بعض سكان هذه الأحياء، وبينها حي باب توما المسيحي في وسط دمشق، وفق ما ذكر سكان لوكالة «فرانس برس».