شكل رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور أحد أبرز مرشحي الرئاسيات المقبلة تحالفاً مع رئيس حزب «جيل جديد» سفيان جيلالي على أمل انضمام شخصيات سياسية أخرى مناهضة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة، ما ينذر باستقطاب واسع في الساحة قبل الرئاسيات المقررة العام المقبل. وبن بيتور هو الشخصية الوحيدة التي جهرت بترشحها لخلافة بوتفليقة. وترشِّح دوائر أن يدخل السباق رئيسا الحكومة السابقان علي بن فليس ومولود حمروش. وأطلق بن بيتور تحذيرات من أن الجزائر تتوجه إلى «انفجار في حال استمر الوضع السياسي والاجتماعي على ما هو عليه، وفي حال توجه الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لعهدة رئاسية جديدة». وقال في ندوة نقاش سياسي نظمها حزب «جيل جديد» أمس، إن «بوادر الانفجار بدأت من خلال الاحتجاجات والمسيرات الراهنة في الجنوب». وطرح «لاءات أربع» ضمَّنها وحليفَه جيلالي في بيان ختامي جاء فيه: «نحن الموقعين على هذا النداء، ندعو القوى المنادية بالتغيير من شخصيات سياسية حرة و أحزاب مرشحين محتملين... إلى مساندة لا لعهدة رابعة ولا لتمديد العهدة الحالية ولا لتعديل الدستور ولا لتزوير نتائج الانتخابات». ويتردد أن بن بيتور دخل في تحالف مع حزب «جيل جديد» على أن يتوسع لشخصيات مناهضة لفكرة الولاية الرابعة. ودعا إلى «العمل على تفادي كل أشكال الانزلاقات المحتملة المؤدية إلى العنف ومقاومتها، خصوصاً مع ظروف الجنوب، وإعداد ميثاق أخلاق من أجل انتخابات شفافة ترسي نظاماً ديموقراطياً». ويرفض بوتفليقة الخوص في ملف ترشحه للسباق الرئاسي في ربيع العام المقبل، وينقسم مراقبون في التكهن بخطوته المقبلة. ويرجح بعضهم عدم ترشحه استناداً إلى مقاطع من خطابه في ولاية سطيف قبل الانتخابات التشريعية الماضية، خصوصاً عبارته «لقد طاب جناني» (تعني انتهى زمن جيلنا)، فيما يربط آخرون تأخير تعديل الدستور باحتمال ترشح بوتفليقة، في محاكاة لسيناريو الولاية الثالثة في العام 2009. وتتردد كبرى الأحزاب في دعوة الرئيس بوتفليقة إلى الترشح مجدداً. ويقول حزب الغالبية «جبهة التحرير الوطني» إنه سيدعم الولاية الرابعة إن رغب الرئيس فيها. وقبل أيام أطلق مسؤول حزبي في «جبهة التحرير» حملة واسعة على صفحات الجرائد المحلية تدعو بوتفليقة إلى الترشح لولاية رابعة. واعتبر صاحب الحملة، وهو نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، أن «المشوار والعهد بين الشعب ورئيسه لم ينته بعد، والرحلة الميمونة التي بدأت عام 1999 لم تنته بعد». وأثارت دعوة بوتفليقة إلى الترشح لولاية رابعة حملة نقاش واسعة، بعد أن رفع مسؤولون في نادي العاصمة لكرة القدم «مولودية الجزائر» أول من أمس لافتة عملاقة فوق أرضية الملعب تحمل دعوة لبوتفليقة إلى الترشح. وبدأت ترشيحات تضع رئيس الحكومة السابق علي بن فليس في رواق المتنافسين المفترضين على الرئاسة. ويخوض متعاطفون مع بن فليس حملة على الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيعه على الترشح. لكن الرجل مازال يمارس صمته منذ خسارته في رئاسيات العام 2004 التي شهدت أحد أكبر أشواط الاستقطاب في تاريخ الجزائر المستقلة. ويقدم مراقبون أسماء مرشحين، بينهم الوزير الأول السابق أحمد أويحيى، فيما تتجه «جبهة حماية الديموقراطية» التي تتشكل من أحزاب عارضت نتائج التشريعيات الماضية إلى ترشيح بن بيتور. وتدرج أسماء أخرى في السباق بينها رئيس الحكومة السابق مولود حمروش وعبد العزيز بلخادم، إضافة إلى الوزير السابق عمر غول بوصفه إسلامياً معتدلاً.