سعى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماع عقدوه في بروكسيل أمس، إلى إيجاد استراتيجية لإنقاذ وقف النار الذي يحتضر في شرق أوكرانيا عبر اتخاذ موقف حازم بفرض عقوبات على موسكو تشمل توسيع لائحة الشخصيات المجمّدة أرصدتهم ويحظر دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي. لكن الوزراء أرادوا أيضاً مدّ اليد إلى الرئيس فلاديمير بوتين لتهدئة الوضع، في وقت هزت انفجارات القصف المدفعي مطار دونيتسك شرق أوكرانيا، وأعلنت كييف مقتل 5 جنود و3 شرطيين أوكرانيين، وجرح 9 جنود و5 شرطيين في الساعات ال24 الأخيرة. في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الروسية طرد متعاونة مع السفارة الألمانية، رداً على «أعمال غير ودية نفذتها برلين» اثر طردها ديبلوماسياً روسياً عمل في القنصلية العامة ببون غرب ألمانيا. كما أعلنت طرد ديبلوماسيين بولنديين اتهمتهم بالتجسس بعد تنفيذ وارسو إجراءً مماثلاً في حق ديبلوماسيين روس. وكانت وسائل إعلام روسية أشارت في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ثم هذا الشهر إلى طرد ديبلوماسيين روس بتهمة التجسس. وأول من أمس، كشفت وسائل إعلام روسية توقيف النائب السابق من لاتفيا أليكسي خولوستوف، وطرده بعد اتهامه بالتجسس. ودعا وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين الاتحاد إلى اتخاذ موقف موحد من روسيا، وأن يكون مستعداً لتوجيه «رسالة واضحة» إلى موسكو تفيد بأن زيادة زعزعة الاستقرار في أوكرانيا سيدفع الاتحاد إلى اتخاذ مزيد من الخطوات». وأظهرت قمة مجموعة الدول العشرين التي استضافتها مدينة بريزبين الأسترالية أول من أمس، أن الأنغلوساكسونيون هم الأكثر تشدداً في مواقفهم ضد روسيا، فيما يريد معظم الأوروبيين الذين تحدث عدد من قادتهم مع بوتين على هامش القمة، بذل قصارى جهودهم لإعادته إلى طاولة المفاوضات. وغادر الرئيس بوتين قمة العشرين مبكراً لتجنب الانتقادات وضرورة الرد على التصريحات القاسية للقادة الغربيين، بحسب ما أكدت وسائل إعلام روسية. وأفادت صحيفة «أزفيستيا» الموالية للكرملين بأن «الرئيس لقي استقبالاً سيئاً، وجرى وضعه في فندق سيء، وهاجمته كل الأطراف بسبب تصرف بلاده في جنوب شرقي أوكرانيا. وأخيراً، وُضِع في أقصى طرف الصورة الجماعية». وكتبت صحيفة «فيدوموستي» في مقالها الافتتاحي أن «قمة العشرين باتت دليلاً على الافتقار التام للغة المشتركة الضرورية، لإجراء حوار بناء بين روسيا والغرب». وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون «أيه آر دي» الألمانية نشر الكرملين مضمونها أمس، رفض بوتين اتهامات كييف والغربيين بنقل شحنات اسلحة إلى الانفصاليين الموالين لبلاده في شرق أوكرانيا، وأكد أن المتمردين يتزودون بها بأنفسهم. وقال: «في العالم المعاصر، الناس الذين يشنون نضالاً يعتبرونه شرعياً يجدون السلاح دائماً». وزاد: «السلطات الأوكرانية أرسلت الجيش إلى الشرق، كما تستخدم صواريخ باليستية، لكن أحداً لا يتكلم عن ذلك». وأشار إلى أن روسيا لن تسمح بقضاء كييف على جميع خصومها السياسيين المعارضين في شرق أوكرانيا، فيما دافع مجدداً عن ضم بلاده شبه جزيرة القرم الأوكرانية في آذار (مارس)، مبدياً «قناعته القوية بأن روسيا لم تنتهك القانون الدولي». كذلك، أبدى الرئيس الروسي قناعته بأنه لا بدّ من إيجاد سبيل لحل أزمة أوكرانيا، ولكنه قلق من خطر حدوث تطهير عرقي، وتوجه نحو النازية الجديدة التي «يضع عناصر من القوات الأوكرانية شعاراتها على أكمام قمصانهم وخوذاتهم».