أعلنت القاهرة تفكيك خلايا إرهابية مرتبطة ب «القاعدة» نفّذت عمليات مسلحة في الفترة الأخيرة وعثر في حوزتها على كميات من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وخرائط لمنشآت حيوية وكنائس كانت تعتزم استهدافها، كما يبدو، إضافة إلى قوائم بأسماء إعلاميين وضباط شرطة. وجاء الإعلان الرسمي عن «خلايا القاعدة» فيما تحوّل تشييع جنازة طفل قضى في اشتباكات وقعت أمس بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه في السويس إلى مسيرات مناهضة لجماعة «الإخوان المسلمين»، وقررت السلطات القضائية حظر النشر في عدد من القضايا أبرزها «التخابر» والمتهم فيها الرئيس المعزول مرسي. وقال وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، في مؤتمر صحافي إن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط خلية إرهابية - تضم 39 شخصاً - متورطة في أعمال إرهابية متعددة في أنحاء البلاد، مشيراً إلى أنه ضُبط خلال مداهمة «بؤرة الإرهابيين» على لائحة تضم عدداً من أسماء وبيانات شخصيات عامة وضباط وإعلاميين ومنشآت مهمة، كان أعضاء الخلية المزعومة ينوون استهدافهم. وأشار إلى أنه تم القبض أيضاً على شبكة إرهابية في الاسماعيلية تضم إثنين من «أخطر العناصر التكفيرية والإرهابية» هما حاتم سلامة (الذي أصيب بطلق ناري وقت القبض عليه) ومحمود حماد، لافتاً الى أن المتهمين المقبوض عليهم اعترفوا بارتكابهم تفجير مبنى الاستخبارات الحربية في الإسماعيلية واستهدافهم رجال الشرطة والقوات المسلحة. كما أعلن الوزير ضبط بؤر إرهابية مختلفة، أهمها بؤرة بقيادة نبيل محمد المغربي، وهو من «العناصر الخطرة» المفرج عنها في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. وأعلن أيضاً ضبط قيادات متشددة تم رصدها في اعتصامي «رابعة» و «النهضة» مثل مرجان مصطفى مرجان، محمد السيد حجازي، ومحمد الظواهري شقيق زعيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري. وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى المتهم الرئيسي في قتل اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة، خلال أحداث كرداسة، ويدعى أحمد محمد يوسف عبدالسلام (ترزي وشهرته «أحمد ويكا»)، وما زال هارباً وجاري البحث عنه. وعن مقتل الضابط في جهاز الأمن الوطني محمد مبروك، قال إبراهيم إنه توافرت معلومات بوجود خلية إرهابية بقيادة المدعو محمد فتحي الشاذلي في القليوبية، متورطة في مقتل المقدم مبروك، وأثناء تبادل إطلاق النار مع أفرادها قتل نقيب الشرطة أحمد سمير الكبير، وجاري تعقب الجناة وضبطهم. أما في ما يتعلق بمحاولة اغتياله هو في مدينة نصر، فقد أعلن إبراهيم أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى المتورطين في الحادث وهم هشام عشماوي وعماد الدين محمود عبدالحميد ووليد محمود بدر، وان هؤلاء قاموا بتنفيذ الحادث من طريق استخدام سيارة «هيونداي» مسروقة. وأشار إلى أن قوات الأمن ضبطت عناصر إرهابية تنتمي إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» المرتبطة بخلية لتنظيم «القاعدة» تنشط في ليبيا، وكان في حوزتها تجهيزات متعددة لصناعة العبوات المتفجرة، وأوراق تنظيمية مدون عليها معلومات بالشيفرة تتعلق بتفجير بعض أقسام الشرطة والكنائس، وأسماء وبيانات عدد من الشخصيات العامة. وقال إنه تم ضبط المدعو محمد عبدالسميع حميدة والذي وصفه ب «مسؤول التسليح» في الجماعات الإرهابية، فور دخوله إلى مصر من الأراضي الليبية. وذكر وزير الداخلية أن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط خلية مكونة من 5 عناصر إرهابية تورطوا في عمليات استهدفت الجيش والشرطة في محافظة الإسماعيلية، وأهمها مهاجمة مبنى الاستخبارات الحربية. ولفت إلى أن بعض التنظيمات «التكفيرية والمتطرفة التي حشدها الإخوان ضد الوطن تنتمي إلى قطاع غزة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المتهم عادل حبارة متورط في حادث مقتل 25 مجنداً من قوات الشرطة في شمال سيناء، وذلك بمشاركة عناصر «إجرامية إرهابية». وقال: «عادل حبارة قام بالتخطيط لحادث جنود سيناء بمشاركة عبدالهادي عواد الفلسطيني وأبو صهيب المسؤول الشرعي في فتح الإسلام بقطاع غزة». واتهم إبراهيم التنظيم الدولي ل «الإخوان» ب «حشد عدد من العناصر الإرهابية المتطرفة التي تعتنق الفكر التكفيري المتطرف من مختلف التنظيمات والتي ترتبط بتنظيم القاعدة وعدد من التنظيمات والعناصر المتشددة في قطاع غزة ودفعهم عقب ثورة 30 يونيو للقيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية وذلك لترويع الآمنين». وأضاف أن «الأجهزة الأمنية أبت ألا تكشف مخططاتهم، وتحبط مسعاهم، وترد سهامهم في نحورهم، وتقوم بتحديد العديد من تلك البؤر الإجرامية وهوية المنتمين إليها والمشاركين فيها، وتلقي القبض على عناصرها، وتتمكن من ضبط ما في حوزتهم من أسلحة ومتفجرات وآليات وتجهيزات، وتقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتقديمهم للعدالة». وتطرق الوزير إلى تظاهرات جماعة «الإخوان» التي وصفها بأنها الأفضل عالمياً في «حرفية المتاجرة بالدماء». وقال: «جماعة الإخوان تتحكم في سوق الصرافة. وأموالهم ما زالت سارية»، مشيراً إلى أن الوزارة اتخذت قراراً بالتعامل الفوري مع محاولات عناصر الإخوان قطع الطرق. وعن أحداث جامعة الأزهر، قال إن «سببها حوالى 200 طالب، ولا بد أن تتحمل إدارة الجامعة مسؤوليتها، وتحويل الطلاب المخالفين إلى مجالس تأديبية». ولفت إبراهيم إلى أن وزارة الداخلية تحاول تطبيق تجربة دبي في تركيب كاميرات مراقبة للشوارع في المناطق الحيوية، مشيراً إلى أن «الأمن السلعة الأكبر كلفة». وكان العشرات من أهالي السويس شيعوا جثمان الطفل سمير أحمد محمد مصطفى الجمل (10 سنوات) إلى مثواه الأخير وتحولت الجنازة إلى مسيرة تردد هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين. وكان طفل آخر يبلغ 12 عاماً قُتل أخيراً في اشتباكات بين أهالي منطقة العمرانية وأنصار جماعة الإخوان استخدمت فيها الأسحلة النارية والخرطوش، بحسب ما قالت وزارة الداخلية. وردد المشاركون في جنازة الطفل في السويس والتي شارك فيها عدد من شباب القوى الثورية والشعبية والسياسية، رددوا هتافات منها «يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح»، «القصاص القصاص»، «يسقط يسقط الإخوان»، و «الإخوان أعداء الله»، وقام ضابط برتبة لواء في مديرية أمن السويس بتقديم واجب العزاء إلى أسرة الطفل القتيل. في غضون ذلك، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية» أنصاره للخروج في مسيرات سلمية اليوم الأحد لإحياء ذكرى 100 يوم على فض اعتصامي رابعة والنهضة تحت شعار «كلّنا رابعة». كما دعا التحالف، في بيان، من وصفهم ب «أحرار العالم» إلى تنظيم مسيرات سلمية اليوم في مختلف دول العالم لإحياء ذكرى فض الاعتصامين.