احتفل لبنان امس، بالذكرى السبعين لاستقلاله بإقامة العرض العسكري التقليدي في جادة شفيق الوزان في قلب بيروت وسط اجراءات امنية مشددة. وحضر العرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان وكل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، وهذه سابقة في تاريخ احتفالات ذكرى الاستقلال. كما حضر الرئيس أمين الجميل، وارملتا الرئيسين السابقين نايلة رينيه معوض ومنى الياس الهراوي، الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ووزراء ونواب وممثلو المقامات الروحية، وممثلو البعثات الديبلوماسية المعتمدون في لبنان وشخصيات. ووضع سليمان ومعه وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الأركان اللواء وليد سلمان، إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء، وعزفت الموسيقى لحن تكريم الموتى ثم لازمة النشيد الوطني، فلازمة نشيد الشهداء. وحلّق فوق مكان الاحتفال تشكيل جوي من الطوافات العسكرية التي حملت العلم اللبناني وشعار الجيش، وعرض فيلم تحت عنوان «بين مشهدين» من انتاج مديرية التوجيه في الجيش، ثم أنشدت جوقة (كورال) القسم الشرقي في المعهد الوطني العالي للموسيقى أغاني وطنية للفنان الراحل وديع الصافي بقيادة لور عبس. وتوالى عرض الوحدات الراجلة، وبينها وحدة من قوات «يونيفيل»، وفصيلة إناث لقوى الامن الداخلي، ومجموعة من المتفوقين في جامعات لبنان وخيالة من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي. وسرايا من الفهود وفرع الحماية والتدخل في شعبة المعلومات لقوى الامن الداخلي، وفوج المغاوير، وفرع مكافحة الارهاب والتجسس، الفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر. واستقبل سليمان والى جانبه بري وميقاتي في القصر الجمهوري المهنئين بالعيد من رسميين وشخصيات والمجتمع المدني، في «وقفة تضامن ضد الارهاب والترهيب وتعبير عن الوحدة الوطنية والصمود» كما جاء في بيان المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري. ذكرى اغتيال معوض وفي السياق، وضع وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق باسم سليمان وبري وميقاتي، إكليلاً من الزهر على اللوحة التذكارية لاغتيال الرئيس رينيه معوض، في محلة الظريف - بيروت في حضور عائلة الراحل وعائلات الذين قضوا مع معوض في التفجير الذي استهدف موكبه في عيد الاستقلال قبل 24 سنة. وأمل الوزير غصن في تصريح له في «أن تشكل ذكرى الاستقلال هذا العام محطة تلاقٍ وتضامن بين أبناء الوطن الواحد في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي يمر بها وطننا والذي يقع تحت وطأة ارهاب شرس حيث نحتاج الى قوة استثنائية لازاحته عن كاهل بلدنا، ومنعه من التغلغل في نسيجنا الوطني»، مؤكداً ان «الخلاص يكون بخريطة طريق سياسية أساسها الحوار تسير بموازاة الجهد الأمني الذي تبذله المؤسسات الأمنية وعلى رأسها قيادة الجيش، فمواجهة الأزمات لا تكون الا برص الصفوف وترك الخلافات السياسية جانباً والتعالي عن المصالح الشخصية وأخذ العبر مما يجري حولنا، فإذا جاء الطوفان فإنه لن يستثني أحداً». وشدد على ان «الجيش لن يسمح لأي كان العبث بأمن البلد واستقراره، ولديه اصرار شديد على تجنيب البلد الخضات». فرح المجتمع المدني ومساء، كسر المجتمع المدني حال الجمود الذي ساد يوم عيد الاستقلال بعد خبر ضبط سيارة مفخخة في البقاع صباحاً. وحوّلت الآلات الموسيقية التي عزفت أناشيد وطنيّة بيروت إلى ساحة فرح وابتهاج في مهرجان شارك فيه الصغار والكبار وشهد ألعاباً بهلوانية في مسيرة انطلقت من ساحة رياض الصلح وصولاً إلى ساحة الشهداء.