أعلنت إيران أمس، أن محادثاتها في جنيف مع الدول الست المعنية بملفها النووي، أدت إلى استعادة «بعض الثقة المفقودة» اثر الجولة السابقة، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «منع» طهران من امتلاك سلاح ذري. وذكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن لقاءه نظيرته الأوروبية كاثرين آشتون أمس كان «جيداً»، مضيفاً: «ناقشنا تفاصيل المواضيع». واستدرك: «طبعاً ما زال هناك خلاف في وجهات النظر». ولفت رئيس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية عباس عراقجي إلى أن لقاء ظريف وآشتون كان «مفيداً جداً»، مضيفاً: «دخلنا في التفاصيل للمرة الأولى» خلال هذه الجولة. وسُئل هل استُعيدت «الثقة المفقودة» كما كان قال الأربعاء، فأجاب: «استُعيدت بعض الثقة، إذ تتحدث آشتون بوصفها ممثلة للدول الست التي طمأنتنا إلى مساندتها مواقف آشتون وأنها ممثلة لها مطلقة الصلاحية». وأشار إلى «سوء فهم» خلال الجولة السابقة، «أدى إلى تصعيد في المطالب، لكن (الغربيين) يسعون الآن إلى تجنّب ذلك، ويتحدثون بموقف موحد. ولأن مناقشة تفاصيل المفاوضات في اجتماع ضخم، صعبة جداً، أوكل الجميع لآشتون التفاوض نيابة عنهم». وزاد: «ثمة اختلافات في مسائل، ولم نقترب من اتفاق، لكن هناك نقاطاً كنا اتفقنا عليها، وما زالت محلّ اتفاق». وكرر أن «تخصيب اليورانيوم خط أحمر، ولن نوقفه أبداً». وكان عراقجي شكا من أن «جزءاً كبيراً من الثقة تزعزع لدى الوفد الإيراني، بسبب عدم التزام الدول الست ومواقفها المشتتة» خلال المحادثات، داعياً إلى أن تتحدث ب «صوت واحد». وأضاف: «لا نستطيع خوض محادثات جدية، إلى حين استعادة الثقة. لكن هذا لا يعني أننا سنوقف المفاوضات». وزاد: «لن نقبل أي اتفاق لا يتضمن تخصيب اليورانيوم، منذ البداية إلى النهاية. مبدأ التخصيب ليس قابلاً للتفاوض، لكننا نستطيع مناقشة حجمه ومستواه ومكانه. لكل كلمة أهميتها، ونسعى إلى التوافق على صيغة يقرّها الطرفان». وأقرّ بأنه «لا يمكن رفع كل العقوبات النفطية والمصرفية دفعة واحدة»، وزاد: «نتحدث عن اتفاق لستة أشهر». ولفت إلى أن المفاوضات ليست «محصورة بوقت، ولا شيء يمنع المفاوضين من العودة إلى جنيف». في المقابل، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن «أمله بالتوصل إلى اتفاق متين» في جنيف. وأضاف: «هذا الاتفاق ليس ممكناً إلا على أساس من الحزم. الإيرانيون لم يروا أن عليهم قبول موقف (الدول) الست. آمل بأن يقبلوا به». وأشار إلى «تناقضات داخل السلطة الإيرانية»، مشدداً على أن النص الأساسي للمفاوضات «مدعوم من (الدول) الست». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد أن بلاده لن توافق على اتفاق يتيح لطهران «كسب الوقت، أو الموافقة على ما لا يبدد فعلياً مخاوفنا الأساسية». ولفت إلى أن مسألة السماح لها بتخصيب اليورانيوم، لن تتقرّر في اتفاق موقت يناقشه الجانبان في جنيف. إسرائيل - روسيا في موسكو، تطرّق نتانياهو إلى قول مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إن إسرائيل «إلى زوال»، ووصفها بأنها «كلب مسعور» في الشرق الأوسط. وقال أمام قادة روس من اليهود، إن المرشد «وصف اليهود بأنهم كلاب مسعورة وليسوا بشراً، وهتف الجمهور: الموت لأميركا! الموت لإسرائيل!». وسأل في إشارة إلى الحقبة النازية: «ألا يبدو الأمر مألوفاً؟ هذه هي إيران الحقيقية ويجب ألا تملك أسلحة نووية، وأعدكم بأنها لن تملك أسلحة مشابهة». واعتبر أن «الإيرانيين ينكرون ماضينا ويكررون نيتهم شطب دولة إسرائيل من الخريطة. هذا يذكّرنا بأنظمة الظلام التي بدأت تضطهدنا، ثم (باتت تضطهد) الإنسانية برمتها». واعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتانياهو فشل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموقفه المناهض لاتفاق مع إيران، إذ كتب المراسل الديبلوماسي لصحيفة «معاريف»: «عندما ظهر الرجلان في مؤتمرهما الصحافي المشترك، كان واضحاً أن مكتب بوتين وزّع البيان على الصحافيين قبل الاجتماع، وقام فقط بتغيير وتخفيف أجزاء منه بعد اللقاء، لجعله مقبولاً اكثر بالنسبة إلى نتانياهو». واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن زيارة نتانياهو موسكو «ازدراء» إضافي للولايات المتحدة، مضيفة: «كل قراء الصحف يعلمون أن بوتين يدعم إيران وسيواصل دعمها». وأشارت إلى اتهام مسؤولين إسرائيليين كيري بأنه «ليس ضليعاً» في الملف الإيراني.