أعلنت إيران أن الدول الست المعنية بملفها النووي وافقت في جنيف أمس، على «اتفاق إطار» اقترحته لمتابعة محادثات اعتبرها الغرب «معقدة جداً» لتسوية هذا الملف. وإذ تحدثت طهران عن «فرصة تاريخية» في جنيف، استشعرت إسرائيل إمكان إبرام صفقة بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، فأعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو أن الدولة العبرية «تعارض بالكامل» اقتراحات طهران، معتبراً أن إقرارها سيشكّل «خطأً تاريخياً». وأضاف أن هذه الاقتراحات «ستخفّف الضغط عن إيران، في مقابل تنازلات ليست تنازلات إطلاقاً، وستتيح لها الاحتفاظ بقدرة صنع أسلحة نووية». جولة المحادثات في جنيف سبقها إفطار بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون التي تقود وفد الدول الست. وتلت الجلسة الأولى للمفاوضات، محادثات على مستوى خبراء بين الوفد الإيراني ووفد يضم الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تلته محادثات منفردة بين الوفد الإيراني وممثلي روسيا والصين والولايات المتحدة. وقال مايكل مان، الناطق باسم آشتون، إن «المحادثات معقدة جداً وتدخل مرحلة جدية»، مضيفاً: «نأمل بتحقيق تقدّم ملموس». وذكّر بأن الوفود المشاركة قررت إبقاء مضمون المحادثات «سرياً»، حرصاً على فاعليتها. وأشار ظريف بعد الجلسة الأولى إلى أن «المحادثات سارت في شكل جيد»، مضيفاً: «بدأنا نقاشات أكثر تفصيلاً، نحرز تقدماً لكن الأمر صعب». وزاد: «إذا بذل الجميع أقصى جهدهم، قد نصل إلى اتفاق». وكان ظريف وصف المحادثات بأنها «صعبة جداً، لأننا دخلنا مرحلة التفاصيل التي هي دائماً صعبة ودقيقة». وكتب على موقع «فايسبوك»: «حققنا تقدماً، لكن ما زال هناك كثير من الشك في إيران حول سلوك بعض أعضاء الدول الست ومقاربتهم». وألغى ظريف زيارة إلى إيطاليا، بسبّب «التقدّم» في المفاوضات وجديتها. رئيس الوفد الإيراني إلى جنيف نائب وزير الخارجية عباس عراقجي أشار إلى «خلافات كثيرة وعميقة بين الجانبين»، لافتاً إلى «صعوبة تقريب وجهات النظر» بينهما. وزاد أن «المحادثات صعبة ودخلت مرحلة حساسة، لكنها تسير في اتجاه صحيح»، مستدركاً أن «لدى الطرفين إرادة جدية لإنجاز ذلك». ولفت إلى أن «الطرف الآخر قبِل اتفاق إطار اقترحته إيران، يشمل خطوة أولى وخطوة أخيرة وخطوات بينهما، ونناقش التفاصيل»، مشيراً إلى أن ظريف سيلتقي الوفود المشاركة على انفراد، لتقريب وجهات النظر. عراقجي الذي التقى رئيسة الوفد الأميركي ويندي شيرمان، اعرب عن أمله ب»التوصل إلى نصّ مشترك»، معتبراً أن «الطرفين يعتقدان بتوافر فرصة تاريخية للتوصل إلى اتفاق». وأضاف: «على الجانبين اتخاذ تدابير لإرساء ثقة متبادلة، وسنتخذ (تدابير) بقيمة التدابير التي يتخذها الطرف الآخر، في إطار الاعتراف بحقوقنا ورفع العقوبات». وأعرب عن أمله بالتوصل إلى «تفاهم نهائي»، مكرّراً أن «تخصيب اليورانيوم خط أحمر بالنسبة إلينا، وسيستمر في إيران».