أكد الخبير الألماني المختص في الطاقة المتجددة تيومو مولر أهمية قياس مصادر الطاقة المتجددة، خصوصاً عندما تستهدف السعودية برنامجاً طويل الأمد، إذ تترتب على ذلك ضرورة تحديد الحاجات الأولية ومن أهمها استيعاب وفهم طبيعة الموارد المتجددة التي تملكها المملكة. وشدد مولر في ورشة عمل سعودية - ألمانية حول الطاقة المتجددة عقدت في الرياض أمس بحضور رجال أعمال سعوديين وألمان، على أهمية معرفة مستوى جودة الإشعاع الشمسي في السعودية لتطويعها كمشاريع محطات شمسية كبيرة لإنتاج الكهرباء، وهو أمر يحتاج إلى دراسة شمولية لعناصر فنية كثيرة لتسهيل حاجات من يعمل في تطوير الطاقة الشمسية في موقع جغرافي محدد. وأوضح المتحدثون في الورشة أن الباحثين في الطاقة الشمسية يحتاجون إلى جميع المعلومات الممكنة لإجراء الدراسات اللازمة عن طبيعة المواد التي من شأنها رفع كفاءة الألواح الشمسية، وتحديد المواد المناسبة لعزل الألواح وغيرها من الدراسات. وأشاروا إلى أن إقدام السعودية على المشاركة في مشروع «دزرتاك» لإنتاج الطاقة المتجددة له وقع كبير على الشركات الألمانية، لأنه يعد بالنسبة إلى ألمانيا المشروع الأكبر على صعيد العالم، وسينتج كميات هائلة من الطاقة الشمسية وهو يكلف بلايين الريالات، وبعد المشاركة السعودية أصبح اسم المشروع «دزرتاك باور»، وهو يكشف مدى اهتمام المملكة بإنتاج الطاقة النظيفة. ولفتوا إلى أن المشروع يفسح المجال للتعاون بين خبراء دوليين وألمان وسعوديين في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، ويوفر للمملكة الفرص لأن يكون لها دور ريادي على صعيد إنتاج الطاقة المتجددة وعلى الصعيد العالمي في ما يتعلق بحماية البيئة والطبيعة، كما يمكنها الاستعانة بهذه الطاقة المتجددة في مجالات كثيرة منها تحلية مياه البحر ما يوفر عليها الملايين من الريالات. وأوضحوا أن السعودية يمكنها أن تكون مصدّراً رئيسا للطاقة النظيفة بالطريقة نفسها التي أصبحت فيها دولة مصدرة للنفط. وكانت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة شرعت في تنفيذ مشروع لقياس مصادر الطاقة المتجددة على مستوى البلاد، وتشمل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة تحويل النفايات، وطاقة باطن الأرض، إضافة إلى جميع القراءات الأرضية بنحو شمولي من مواقع مختلفة أخرى، ويسهم ذلك في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه، كما يمكن الاستفادة منه في الشؤون البحثية لتطوير التقنيات والحلول المناسبة لأجواء السعودية ومناخها المختلف في مناطقها المختلفة. ومن المتوقع اكتمال إعداد أطلس لمصادر الطاقة المتجددة في السعودية في نهاية العام الحالي، مع توقعات بإنشاء 70 محطة رصد، تم تركيب وتوزيع 10 محطات منها لرصد معلومات مناخية وجوية لمسح وتحديد موارد الطاقة المتجددة في البلاد.