شرعت مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية المتجددة بتنفيذ مشروع وطني يهدف إلى قياس مصادر الطاقة المتجددة على مستوى المملكة لتقييم مصادر الطاقة المتجددة "الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، طاقة تحويل النفايات، طاقة باطن الارض" بالإضافة إلى جمع القراءات الارضية بنحو شمولي من مواقع مختلفة بالمملكة وذلك لبناء قاعدة بيانات يستفاد منها في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه وأيضاً للاستفادة منها في النواحي البحثية لتطوير التقنيات والحلول المناسبة لأجواء المملكة ومناخها في مناطقها المختلفة. ودعت مدينة الملك عبدالله للطاقة الجهات ذات العلاقة بتطوير قطاع الطاقة في المملكة للمشاركة في ورشة عمل إطلاق النسخة التجريبية لأطلس مصادر الطاقة المتجددة، وتهدف ورشة العمل إلى التعريف بمشروع قياس مصادر الطاقة المتجددة، مع عرض النسخة التجريبية لأطلس مصادرالطاقة المتجددة. ومن المتوقع إطلاق النسخة الاولى من الأطلس الوطني لمصادر الطاقة المتجددة في المملكة بنهاية العام الحالي ليتم استخدامه من قبل المهتمين واصحاب العلاقة مثل الجامعات ومراكز الابحاث بالإضافة إلى مطوري المشاريع. ومن المتوقع أن يتم إنشاء عدد من محطات الرصد بما لا يقل عن سبعين محطة، تم تركيب عشر محطات منها، وكل محطة موزعة بشكل دقيق ومدروس حول انحاء المملكة خلال الفترة القادمة لرصد جميع المعلومات المناخية والجوية لمسح وتحديد موارد الطاقة المتجددة في المملكة وسوف يتم توفير المعلومات التي سيتم جمعها للباحثين والمهتمين عبر موقع إلكتروني يتيح الاطلاع على ما يحتاجون إليه من المعلومات الاساسية التي ستجمع على سبيل المثال لا الحصر الإشعاع والطيف الشمسي وسرعة الرياح على مستوى المملكة بطريقة سلسة وسهلة. وفي هذا السياق بيّن فريق المشروع أن قياس مصادر الطاقة المتجددة موضوع هام جداً، خصوصا أن المملكة تستهدف برنامجاً طويل الامد، حيث يترتب على ذلك ضرورة تحديد الاحتياجات الاولية ومن أهمها استيعاب وفهم طبيعة الموارد المتجددة في المملكة. ومعرفة مستوى جودة الإشعاع الشمسي وتطويعه لمشاريع كبرى المحطات الشمسية لإنتاج الكهرباء مع دراسة شمولية مستوفية عناصر فنية كثيرة لتسهيل احتياجات متخصصي تطوير الطاقة الشمسية في موقع جغرافي محدد. ومن أهمها تحديد جودة الاشعاع الشمسي حيث تحتاج إلى دراسة نوعية الإسقاط الشمسي وقوته ومدى تأثير العوامل المناخية والجغرافية الاخرى مثل؛ –الغبار–الرطوبة–الرياح السطحية–التربة-العوامل المسببة للصدأ– درجة ميلان الأرض–وفرة المياه–الظل الطبيعي من الجبال وغيرها من العوامل التي ستؤثر على إنتاج الكهرباء. ومن المهم ايضا عمل دراسة فنية لمعرفة كمية الطاقة التي من الممكن انتاجها من موقع جغرافي محدد لإعداد الدراسات الفنية اللازمة حيث سيلتزم منتج الطاقة بتوريد طاقة خلال فترة زمنية محددة، وفي نفس السياق يحتاج الباحثون في مجال الطاقة الشمسية جميع المعلومات الممكنة لعمل الدراسات اللازمة حول طبيعة المواد اللازمة لرفع كفاءة الالواح الشمسية وتحديد المواد المناسبة لعزل الالواح وغيرها من الدراسات العلمية والهندسية. وتعمل مدينة الملك عبدالله مع العديد من الجهات الوطنية مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والجامعات والكليات والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والشركة السعودية للكهرباء والشركة السعودية لنقل الكهرباء والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والهيئة الملكية للجبيل وينبع وغيرها من الجهات التي من المتوقع أن تكون المستفيد الاكبر من هذا المشروع.