صعّد المسلحون في مصر اعتداءاتهم أمس، خصوصاً في شبه جزيرة سيناء حيث استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري أربع حافلات لنقل مجندين في الجيش ما أدى إلى مقتل 11 منهم وجرح 37، فيما جُرح 4 من الشرطة بإطلاق نار وانفجار قنبلة ألقاها مجهولون على مكمن شمال القاهرة. وأعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة التي تنشط في سيناء تبنيها اغتيال الضابط في جهاز الأمن الوطني مسؤول ملف «الإخوان المسلمين» في القاهرة المقدم محمد مبروك أمام منزله في حي مدينة نصر، كما كشفت هوية الانتحاري الذي نفذ هجوم بسيارة مفخخة استهدف مديرية أمن جنوبسيناء الشهر الماضي. وبدا أن هذا التصعيد المتزامن يعزز فرص الحكم الموقت لتمرير مشروع «قانون الإرهاب» الذي عطلته تحفظات قوى سياسية وحقوقيين على إجراءات استثنائية تضمنها، إذ أكد رئيس الحكومة حازم الببلاوي أن حكومته «تدرس كل البدائل للتعامل مع الأحداث الإرهابية المتلاحقة والرد بما يردع قوى الإرهاب والظلام ويقتص لأرواح شهدائنا الأبرار». وقال الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي في بيان أمس إن سيارة مفخخة استهدفت حافلات تقل مجندين قرب مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء ما أسفر عن مقتل 11 مجنداً، متعهداً «القضاء على الإرهاب الأسود ودعاة الظلام والفتنة والتكفير». وكشف مسؤول عسكري ل «الحياة» أن التفجير «نفذه انتحاري كان يستقل سيارة ملغومة»، فيما أوضحت مصادر طبية ل «الحياة» أن «سبعة من الجرحة في حال الخطر نقلوا عبر مروحيات مجهزة إلى المستشفى العسكري في المعادي جنوبالقاهرة». وأشارت إلى أن «القتلى والمصابين في حالات الخطر كانوا يستقلون الحافلة التي جاورت السيارة المفخخة». واستنفرت قوات الجيش في شمال سيناء عقب الهجوم، فشنت حملة تمشيط مدعومة بغطاء جوي في محيط موقع الاعتداء بحثاً عن مسلحين. ويعقد رئيس الحكومة اجتماعاً أمنياً اليوم يضم نائبه وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ووزير الداخلية محمد ابراهيم. ويكشف تكرار نمط الاعتداء على مجندين يغادرون وحداتهم في سيناء لقضاء عطلاتهم ضعفاً في تأمين الجنود، إذ يرجح أن الحافلات الأربع كانت مرصودة منذ بداية تحركها. وظهر أيضاً ضعف إجراءات التأمين في شريط مصور بثته أمس «أنصار بيت المقدس» لعملية تفجير مبني مديرية أمن جنوبسيناء، إذ ظهر الانتحاري محمد حمدان السواركة، وهو يقود سيارة ربع نقل مفخخة عبر دروب صحراوية قبل أن يجوب بها شوارع مدينة الطور في جنوبسيناء وصولاً إلى مديرية الأمن التي دخل ساحتها بسهولة. وكانت الجماعة نفسها أعلنت في بيان مساء أول من أمس مسؤوليتها عن اغتيال ضابط في قطاع الأمن الوطني أمام منزله. وقالت إن الاغتيال «باكورة عمليات الجماعة ضمن سلسلة عمليات فك الأسيرات من أيدي الطغاة، نتيجة اعتقال النساء الحرائر واقتيادهن إلى التحقيق في أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة»، متوعدة بمزيد من العمليات ضد ضباط الشرطة. إلى ذلك، سقط قتيلان وعشرات الجرحى مساء أول من أمس إثر مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في الذكري الثانية لأحداث شارع محمد محمود التي كان سقط فيها عشرات القتلى إثر اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن. وفتحت قوات الجيش والشرطة ميدان التحرير أمس أمام حركة المرور، بعد إغلاقه مساء أول من أمس اثر اندلاع الاشتباكات، وانسحبت الدبابات والمدرعات من مداخل الميدان ومخارجه. وأعلنت هيئة الإسعاف أمس سقوط قتيلين و40 جريحاً في الاشتباكات. وأوضح رئيس الهيئة أحمد الأنصاري أن أحد القتيلين شاب يدعى محمود عبدالحكيم يبلغ من العمر 23 عاماً وأصيب برصاصة في الرأس، والآخر صبي مجهول الهوية يبلغ من العمر 18 عاماً. ودان الرئيس الموقت عدلي منصور «ما شهده ميدان التحرير وبعض المناطق الأخرى من أحداث شغب وعنف». ودعا إلى «الابتعاد من العنف كوسيلة للتعبير عن الرأي تحقيقاً لمصالح وأهداف فئات وتيارات بعينها». ووقعت أمس مواجهات جديدة بين الشرطة وطلاب «الإخوان» الذين خرجوا في مسيرات حاولت إحداها اقتحام مقر مشيخة الأزهر شرق القاهرة قبل أن تتصدى لها قوات الأمن وتعتقل 24 طالباً، بينهم تركي، أحالتهم على النيابة.