قالت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» إن اتصالات تجرى لعقد مؤتمر موسع في إسطنبول في نهاية الشهر الجاري لبحث تطورات الأزمة السورية بما فيها الموقف من مؤتمر «جنيف2»، بالتوازي مع اتصالات لترتيب زيارة لوفد من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى موسكو. وقالت المصادر إن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا تلقى دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو الأسبوع الماضي، وأن قرار «الائتلاف» هو التعاطي بإيجابية مع الدعوة، غير أن الاتصالات الحالية ترمي إلى التأكد من أن وفد «الائتلاف» سيلتقي «أصحاب القرار» في موسكو بهدف الاطلاع على حقيقة الموقف الروسي بعدما ظهرت مؤشرات عن «مرونة» فيه. وكان الجربا بحث مع رئيس وزراء قطر عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في الدوحة «في سبل دعم الثورة السورية وتلبية طموحات الشعب السوري» بحسب بيان أصدره «الائتلاف» وأضاف أن الجربا التقى أيضاً رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي «أحد أهم قادة الرأي الداعين لدعم التغيير والثورة السورية منذ انطلاقها». وأضاف البيان أن القرضاوي «حض الشعب السوري على الاستمرار في صموده»، واصفاً «انتصارهم بأنه لا يعود باليمن على السوريين فحسب، بل على كافة دول المنطقة والعالم الإسلامي». وأشار «الائتلاف» إلى أن محادثات الجربا في الدوحة جاءت ضمن «مشاوراته مع الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري ومكونات الثورة بغية توحيد الرؤية السياسية قبل انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في جنيف، الذي علق الائتلاف مشاركته فيه بشرط تنحي (الرئيس بشار) الأسد وانتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها إلى هيئة الحكم الانتقالي وإيقاف العمليات العسكرية والإفراج عن المعتقلين ووجود جدول زمني محدد لكل مراحل التفاوض». إلى ذلك، قالت المصادر إن قيادة «الائتلاف» تجري اتصالات لعقد مؤتمر موسع للمعارضة تشارك فيه قيادات «الجيش الحر» والكتائب المسلحة والحراك الشعبي والقيادة السياسية للمعارضة، بهدف الوصول إلى موقف موحد من المشاركة في جنيف2». وأشارت إلى أن «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (معارضة الداخل) ستشارك في المؤتمر. وكان المكتب التنفيذي ل «هيئة التنسيق» أعلن في بيان «الاستعداد للتنسيق مع المعارضة الخارجية إذا تم التوافق على نهج تفاوضي مشترك» في المؤتمر الدولي. وأضاف في بيان: «نظراً لإصرار بعض أطراف المعارضة على رفض تشكيل وفد موحد للمشاركة في مؤتمر جنيف2. والتوافق على برنامج تفاوضي يعتمد الحل السياسي، ولما يبدو من خلافات ومشاحنات وتجاذبات ضمن تلك الأطراف، وغياب رؤية سياسية تفاوضية قادرة على إدارة مفاوضات ناجحة، فإن هيئة التنسيق تعلن استعدادها للمشاركة في المؤتمر بوفد مستقل يضمها مع حلفائها في الهيئة الكردية العليا والقوى والمنظمات والشخصيات الوطنية الديموقراطية سواء في المؤتمر الوطني لإنقاذ سورية أو غيرها من قوى المعارضة الديموقراطية التي لم تكن جزءاً من فريق موالاة السلطة أو مساهمة بارتكاب الجرائم بحق الشعب». وأيدت «هيئة التنسيق» الإدارة الذاتية الانتقالية الكردية التي أعلنها «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم في شمال شرقي سورية وشمالها، مؤكدة «حق المواطنين السوريين في جميع المناطق غير الخاضعة لسلطة النظام بسبب الظروف الراهنة بإدارة شؤونهم المدنية عبر إرادتهم الحرة بصورة موقتة لا تنشئ واقعاً سياسياً جديداً إلى أن تنتهي هذه الظروف ويتم التوافق على بناء السلطة الديموقراطية الجديدة»، علماً أن «الاتحاد الديموقراطي» أحد أعضاء «هيئة التنسيق». إلى ذلك، أعلنت «هيئة التنسيق» أن «السلطات الأمنية العائدة للنظام أقدمت على اختطاف واعتقال رجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق وأمين سر اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي في سورية خلال مروره راجلاً في منطقة البرامكة في دمشق». وكانت اتهمت النظام باعتقال القيادي البارز عبد العزيز الخير العام الماضي.