يسعى القائمون على الدراما التلفزيونية للعب على ما يعتقدون أنه مضمون، ويحقق لهم المكاسب المادية قبل أي شيء آخر، إذ يحرصون على تقديم أعمالهم بنظام «الموضة» الذي يتجدد بين فترة وأخرى، منذ تقديم سلسلة مسلسلات «الطرابيش» و «السير الذاتية» و «الأجزاء» وتحويل الأفلام إلى مسلسلات، وقضايا تعدد الأزواج والزوجات، والستكوم وسواها. وبعدما عُرض خلال الفترة الماضية أكثر من مسلسل تناول ظواهر العشوائيات والبلطجة وفساد رجال الأعمال، استهوى أخيراً عالم السجون ومشاكله وقضايا أصحابه الجميع، فقدموه في رمضان الماضي سواء في أحداث كاملة، أو في خطوط درامية رئيسية في أكثر من مسلسل من بينها «سجن النسا» لنيللي كريم ودرة وروبي وإخراج كاملة أبو ذكرى، و «السبع وصايا» لرانيا يوسف وأيتن عامر وهنا شيحة وإخراج خالد مرعي، و «كيد الحموات» لماجدة زكي وهالة صدقي وسوسن بدر. كما سيعرض قريباً مسلسل «كيكا ع العالي» لحسن الرداد وأحمد صفوت وميس حمدان وأيتن عامر وإخراج نادر جلال، وتدور أحداثه حول شاب يدرس في كلية الحقوق، يتورط في قتل بلطجي حاول الاعتداء على والدته، ويحكم عليه بالسجن. كما رشحت فيفي عبده لبطولة مسلسل «السجانة» الذي تجسد فيه شخصية سجانة تمتاز بالطيبة على رغم صرامتها الشديدة مع السجينات، وتواجه العديد من المشاكل الاجتماعية. أما ظاهرة الدعاة الجدد التي انتشرت في الواقع، فالتفتت إليها الدراما، وجسدت شخصياتها في صور متنوعة في العديد من المسلسلات، كما يتواصل تناولها في أعمال جديدة من بينها مسلسل «مولانا العاشق» الذي يستعد مصطفى شعبان لتصويره لرمضان المقبل، وهو من تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج عثمان أبو لبن، وتدور أحداثه حول شاب يعيش حياة عادية ويرتبط بالعديد من الفتيات، ويقرر التحول فجأة إلى داعية، فتطارده الفتيات اللواتي ارتبط بهن. كما يقدم عمرو سعد مسلسل «بشر مثلكم» وتدور أحداثه حول إمام مسجد متشدد في أحد الأحياء الشعبية، تدخل حياته امرأة تغير حياته ونظرته للأمور من حوله. وكانت جهة إنتاجه أرجأت تصويره قبل عامين لتشابه أحداثه مع مسلسل «الداعية» لهاني سلامة وبسمة. ويسعى المخرج مجدي أحمد علي لتقديم مسلسل ثالث هو «مولانا» مأخوذ عن رواية بالاسم ذاته للكاتب إبراهيم عيسى، وتتناول أيضاً حياة أحد الدعاة الجدد. ويحضر اليهود في أكثر من عمل مصري، منها مسلسل «حارة اليهود» من بطولة إياد نصار وتأليف مدحت العدل وإخراج محمد العدل، ويتناول الجالية اليهودية في مصر في الفترة من 1953 حتى 1956، و «الضاهر» الذي يرصد حياً شهيراً في القاهرة، وهو من تأليف تامر عبد المنعم، وتدور أحداثه خلال الأربعينات من القرن العشرين، مسلطاً الضوء على بعض اليهود المعروفين في ذاك الوقت، ممن رفضوا الإغراءات الإسرائيلية للهجرة إليها، وتمسكوا بوجودهم في القاهرة لانتمائهم إلى وطنهم مصر. وبعدما قدمت قضية الميراث ومشاكلها في أكثر من مسلسل كان آخرها «ميراث الريح» لمحمود حميدة وسمية الخشاب، و «دهشة» ليحيى الفخراني ونبيل الحلفاوي وحنان مطاوع، يتواصل تناولها في مسلسلات تصوّر قريباً منها «ولي العهد» لحمادة هلال ولوسي وعلا غانم وتأليف أحمد أبو زيد وإخراج محمد النقلي، ويتناول صراع عدد من الأشقاء على ميراث أبيهم، وهناك «الميراث الملعون» لصلاح السعدني ودلال عبد العزيز، ويتناول قصة حياة أسرة مترابطة تعيش حياتها في سلام وترابط، إلى أن يموت الأب ويترك ثروة كبيرة تكون سبباً في خلافات شديدة بين أبنائه. ولا تغيب موضة مشاكل الفتيات والعنوسة عن أكثر من مسلسل من بينها «الوسواس» لتيم حسن وزينة وإخراج حسني صالح، و «ساحرة الجنوب» لحورية فرغلي وصلاح عبد الله وأحمد فهمي وإخراج أكرم فريد وتأليف سماح الحريري، و «ألوان الطيف» للقاء الخميسي وروجينا وعبير صبري ونسرين أمين وإخراج عبد العزيز حشاد.