بدأت السلطات الروسية تحقيقات موسعة لمعرفة أسباب تحطم طائرة ركاب مدنية في كازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية مساء الأحد. واستبعدت أجهزة الأمن فرضية «عمل ارهابي»، فيما مالت تقديرات إلى احتمال أن يكون عطل فني أو خطأ بشري سبّب الكارثة. وكان 50 شخصاً، بينهم 44 راكباً وستة من افراد الطاقم، قُتلوا عندما ارتطمت الطائرة، وهي من طراز «بوينغ 737»، بالمدرج وانفجرت فوراً. وجمعت فرق الانقاذ أجزاء حطام الطائرة وأشلاء جثث الضحايا التي تناثرت على مساحة 250 ألف متر مربع بحسب وزارة الطوارئ الروسية. وسجل مركز المراقبة في مطار كازان آخر نداء وجهه قائد الطائرة، وأبلغه فيه أنه مضطر للقيام بدورة ثانية فوق المطار قبل ان يتخذ وضعية الهبوط على المدرج، من دون أن يوضح طبيعة الصعوبات التي واجهته خلال أول محاولة للهبوط. لكن الطيار الذي أعلنت شركة «تتارستان»، مالكة الطائرة، أنه يتمتع بخبرة 21 سنة طيران، فقد السيطرة، بعد ثوانٍ على توجيه النداء، على طائرته التي هوت بقوة مرتطمة بالأرض. وعثرت السلطات الروسية على الصندوقين الأسودين اللذين يحويان تسجيلات المحادثات والتطورات داخل قمرة القيادة، لكنها لفتت الى تعرضهما لأضرار بالغة. واتضح أن بين الركاب ايراك مينيخانوف، الابن البكر لرئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، إضافة إلى رئيس جهاز الأمن الفيديرالي في تتارستان ألكسندر انطونوف. لكن سلطات التحقيق استبعدت فوراً احتمال أن يكون الحادث ارهابياً، وحصرت مسارات التحقيق في فرضيتَي أن يكون الطاقم واجه عطلاً فنياً مفاجئاً، أو ارتكب خطأً قاتلاً. وذكرت مصادر في هيئة الطيران المدني الروسي أمس، أن لدى قائدَي الطائرة خبرة طويلة في الطيران المدني، لكنهما بدآ منذ فترة وجيزة العمل في طائرات من طراز «بوينغ». وبدأت أجهزة التحقيق أمس، مراجعة الأشرطة التي سجلتها كاميرات المراقبة في المطار، كما جمعت عينات من الوقود المستخدم وأجزاء من الطائرة لاستكمال التحقيقات، علماً أن فريقاً من المجلس الوطني الأميركي للمواصلات سيساعد الروس في تحقيقاتهم. وكتب راكب استقلّ الطائرة ذاتها في رحلة كازان - موسكو الأحد، أنها «واجهت مشكلات في رحلة الذهاب، وكادت تتحطم في موسكو». وأوردت وسائل إعلام ان الطائرة استُخدمت طيلة 23 سنة من 7 شركات طيران، وتعرّضت لحادث خطر في البرازيل عام 2001. وأثار الحادث جدلاً واسعاً في وسائل الاعلام وأوساط مراقبين روس، بسبب تكرار حوادث سقوط طائرات مدنية، ما جعل السلطات تنبّه إلى وجوب الامتناع عن اطلاق تكهنات، قبل اعلان هيئة الطيران المدني الروسي تقريراً أولياً يوضح ملابسات الحادث ويحدد الجهة أو الجهات التي قد تتحمل مسؤوليته. وشهدت السنوات الخمس الماضية 30 كارثة لتحطّم طائرات في العالم، ثمانٍ منها حدثت في روسيا.