حسين الحسيني * عندما أتناول أوراق هذه الصحيفة لا يسعني أنْ أرى الاسم منها علامةً عابرةً على المسمّى فيها. قد يكون في هذا الموقف تشدّداً في المحاسبة. النقطة هنا هي أنّ «الحياة» تُطيق المحاسبة. فهي لم تزل في إصرار على مجاراة حياة العرب والعالم كما هي أو كما نأمل، ما أمكن، لا كما يفرض النظر إليها موقف التحكّم والإنكار، بإمكان أو بلا إمكان. أنا لا أقول إنّ «الحياة» لا سياسة خاصّةً لها أو أنّني أوافقها في كلّ ما تتّجه إليه أو ما تنطلق منه. ما أقوله هو أنّ احترامي لها وللعاملين فيها، في الاتّفاق وفي الخلاف، يسبقه احترام العاملين فيها لتعدّد المواقف والآراء، وقبل ذلك احترام القارئ والموضوع. وهذا الاحترام، احترام القارئ أو المشاهد أو الموضوع، إنّما هو شيء نادر في عالم العرب اليوم. أخيراً، ما أملكه هو الشكر والتقدير. * رئيس مجلس النواب اللبناني سابقاً. هيثم حقي * كتبت الكثير خلال أربعين عاماً في اختصاصي: السينما. لكنني منذ عشر سنوات، مع احتلال العراق وبدء انطفاء ربيع دمشق وتحوله إلى شتاء قارس دون المرور بالفصول الطبيعية، قررت أن أكتب عن الإصلاح والمعارضة الديموقراطية والمطالبة بتحول سورية إلى دولة مدنية تعددية بمواطنة متساوية. وهنا التقيت ب «الحياة». أرسلت مقالاتي خلال هذه السنوات العشر وكانت كلّها تصب في مجرى واحد: سورية ديموقراطية حرّة. وللأمانة فقد تحملتني «الحياة» وتحملني أصدقائي فيها. وصارت «الحياة» نافذتي على الثورة. * مخرج سينمائي وتلفزيوني سوري. عبدالله النيباري * أنا من المتابعين لصحيفة «الحياة» منذ صدورها في لندن، وأحرص على اقتنائها أينما كنت في البلاد العربية، أو في أي مدينة أوروبية أو أميركية. وحتى بعد توافرها على الشبكة العنكبوتية أحرص على الحصول على النسخة الورقية. أعتقد أن «الحياة» تقدم للقارئ العربي خدمة إعلامية متقدمة ومميزة قد لا تتوافر في الكثير من الصحف العربية الأخرى، وبالتالي فإن تصفحها يومياً يجعلك محيطاً بما يحدث في عالمنا العربي والساحة الدولية. معالجتها الشمولية لأحداث الوطن العربي من المغرب إلى الخليج العربي إثراء معرفي يوسع من أفق القارئ. صحيفة «الحياة» تتميز بالرصانة في الطرح والموضوعية في المعالجة، وهو أمر ذو أهمية كبيرة في تطوير البناء الفكري للقارئ العربي، إذ إن تصحيح نهج التفكير نحو العقلانية قد يكون من أهم ما نحتاجه في زمن طغى فيه الانحياز العاطفي والفئوي، ولعل ذلك من أشد العلل التي نعاني منها، وهو سبب هذا الاستقطاب الشديد والانقسام الحاد والصراع المرير الذي يجتاح الساحة العربية وأفضى إلى ما نراه من تفجير شلالات الدم في العديد من الأقطار العربية، فتخلف الفكر، أو بالأحرى، طرق التفكير لأنها العامل الأساسي في التخلف السائد في بلادنا والعائق الرئيسي أمام عجلة التطور، ومما يعزز النهج العقلاني في صحيفة «الحياة» صفحات المقالات التي يطرحها كتاب ومفكرون متميزون تتسم مداخلاتهم وتحليلاتهم بدرجة عالية من العمق والاجتهاد المبني على تقصي المعلومة الصحيحة واعتماد النظر الجاد. كل ذلك يزود القارئ بحصيلة من المعلومات والأفكار تساعده على الإحاطة بما يدور حولنا وتعينه في تكوين رؤاه وتشكيل مواقفه من الأحداث والتطورات، ولا يقلل من أهمية ذلك اختلاف الرأي حول ما يطرح بل يزيد من درجة التفاعل بين الرؤى والمواقف. أتمنى أن تمضي مسيرة «الحياة» بمزيد من التقدم والنجاح في خدمة قرائها بالنهج الذي اختطته وتمسكت به منذ إصدارها في لندن. * نائب سابق في البرلمان الكويتي.