استنفرت الهيئات الانسانية الدولية والاهلية اللبنانية المعنية بإغاثة اللاجئين السوريين الى بلدة عرسال (شمال شرق لبنان) بعد موجة النزوح الجديدة خلال اليومين الماضيين بسبب المعارك الدائرة في بلدة قارة السورية المتاخمة للبلدة اللبنانية. وقدرت هذه الهيئات العدد الاجمالي للنازحين بنحو 1500 عائلة سورية، اي ما يفوق ال6 آلاف شخص. وفيما تحاول عرسال ايواء النازحين الجدد في المساجد والاماكن المغلقة العامة تمهيداً لانتقال بعضهم الى مناطق اخرى لهم فيها اقارب او معارف، فان عملية انتقال بعض العائلات النازحة بواسطة فان من عرسال الى القبيات عبر الهرمل ووجه امس، بكمين لمسلحين في منطقة جرود الهرمل اعترضوه وخطفوا منه بعد توقيفه 3 سوريين هم: محمود زهوري، محمود شعيوي وخالد الحكم وافرجوا عن النساء والاطفال واقتادوا المخطوفين الى جهة مجهولة. يذكر ان انتقال النازحين من عرسال باتجاه الشمال يتم عبر حاجز للجيش اللبناني يدقق بهويات العابرين. واذ تحاول عرسال التأقلم مع الوضع الجديد الذي ادخلت فيه نتيجة تزايد عدد النازحين بشكل يفوق كل طاقات البلدة. فإن مخاوف تعتري الاهالي من انتقال المعارك من قارة السورية الى بلدة يبرود التي يبلغ عدد سكانها 150 الف نسمة. وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين دانا سليمان ان المفوضية لم تتمكن من تقديم أرقام محددة لعدد النازحين الجدد، مشيرة الى ان الواصلين جاؤوا من دون متاعهم باستثناء الملابس على ظهورهم وبعض العائلات كان في في عجلة من امره فلم يستطع جمع أمتعته قبل الفرار. وشملت عمليات الاغاثة الفورية توزيع بطانيات وفرش ومواد غذائية ومستلزمات النظافة إلى النازحين. اجتماع مرج الزهور وفي السياق، عقد لقاء موسع امس، في مسجد مرج الزهور (قضاء حاصبيا) تحت عنوان «وحدة الموقف ونبذ الفتنة»، وذلك على خلفية أحداث حصلت في المقلب الآخر من المنطقة وتحديداً في قرية عُرنة السورية التي تقطنها غالبية درزية امتدت تداعياتها إلى لبنان. وكان مسلحون من «جبهة النصرة» هاجموا القرية المذكورة ذات الغالبية الدرزية. وتقع عُرنة على تلة استراتيجية خلف جبل الشيخ، استولت عليها المعارضة فأدى قصف الجيش النظامي عليها إلى سقوط 7 قتلى من الدروز وآخرين من «جبهة النصرة». وكان مسلحو المعارضة نقلوا جرحاهم الى شبعا اللبنانية في المقلب الآخر من الحدود، وجلهم من مقاتلي «النصرة» الا ان مستشفيات حاصبيا رفضت استقبالهم وجرى نقلهم الى مستشفيات صيدا. وأثار هذا التعامل احتجاجاً من قيادات درزية وسنية وتسارعت الاتصالات لتطويق الأمر والتعامل مع الموضوع من منطلق إنساني بحت. وشاركت في لقاء مرج الزهور النائب بهية الحريري ممثلة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور ومثل رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط نجله تيمور، وشخصيات. واعتبر ابو فاعور ان «ما يجري في سورية ليس حرباً طائفية او مذهبية، انما ثورة شعب تواق الى الحرية والديموقراطية ضد نظام ظالم لا يعرف الا البطش والقتل»، وقال: «النأي بالنفس ليس شعاراً أجوف، فما يجري هو داخل حدود سورية ولا نقبل ولا يجب ان يتسلل الى لبنان تحت اي عنوان من العناوين، وشبعا هي حاصبيا وراشيا الوادي هي العرقوب ومرجعيون والخيام وكل هذه المنطقة، ولسنا ممن ينسى التاريخ، ولن نقبل ان تأخذنا الفتنة وأن تلعب بنا اشاعة». وقالت الحريري: «منكم نتعلم الشهامة والوفاء والكرم والتسامح والنخوة والعزيمة، وأجمل شيء في هذه المنطقة العزيزة من لبنان ان كل تلك القيم تعيش معكم، هكذا تبنى الأوطان، والإنسان لا يخرج عن أهله وجيرانه وبلده، فإذا انجرحت شبعا تقول حاصبيا آخ». وعلق عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية قاسم هاشم على لقاء بلدة مرج الزهور معتبراً أنه «لم يأتِ بجديد، والحريص على إبعاد هذه المناطق عن أثار الأزمة السورية لا يمعن في مساهماته اليومية في تأمين التموين والتحويل للعصابات المسلحة في قرى جبل الشيخ السورية».