سقطت صباح امس، في منطقة الهرمل (شرق لبنان) خمسة صواريخ مصدرها الأراضي السورية، على تلال محيطة بوادي العاصي وصولاً إلى محلة العسري وادي الدبور وموقع مجاور لمزرعة النائب اللبناني عاصم قانصوه، وسقط آخر قرب مدخل الطوارئ في مستشفى الهرمل الحكومي، محدثاً حالاً من الفوضى والهلع بين المرضى والعاملين. وتراجعت الحركة في المدينة والتزم الاهالي منازلهم. وأكد مدير المستشفى سيمون ناصر الدين «استمرار العمل بشكل طبيعي في سائر الأقسام»، لافتاً إلى أن المستشفى «يستقبل يومياً عشرات الحالات لسوريين». ورأى النائب قانصوه «أن ما تتعرض له الهرمل من قصف على يد العصابات الإرهابية محاولة لنقل التوتر والفوضى»، مطالباً الدولة ب «اتخاذ الإجراءات الرادعة، بعدما تبين أن القصف مصدره تلال مشرفة على بلدة القاع». وتردد ان مصدر القذائف مشاريع القاع، في وقت ساد هدوء حذر الجانب السوري من الحدود بعد انتهاء مهلة الإنذار الذي وجهته القوات النظامية إلى أهالي مدينة القصير التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة لمغادرتها قبل اقتحامها. وتحدث «اتحاد الجمعيات الإغاثية» في لبنان عن «حركة نزوح واسعة شهدتها القصير باتجاه عرسال ووادي خالد (شمال لبنان). وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات ولقاءات ديبلوماسية لمتابعة الأوضاع الراهنة في المنطقة وتداعياتها على لبنان. وشدد، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، «على ضرورة إيلاء المجتمع الدولي لبنان الدعم الذي يحتاجه لإغاثة النازحين السوريين»، ولفت إلى أنه «على رغم الوعود والتعهدات الكثيرة التي قدمت للبنان في السابق، لا سيما في قمة الكويت لتوفير الدعم العربي والدولي في مجال إغاثة النازحين، فإن الحكومة اللبنانية لم تتلق حتى الساعة إلا القليل من الدعم، في وقت تتزايد أعداد النازحين الوافدين». وطالب بوضع هذا الملف «على جدول أعمال المؤتمر الدولي المزمع عقده قريباً في شأن سورية»، مشدداً على أن «لا حل جذرياً لقضية النازحين من دون التوصل إلى حل سلمي للنزاع في سورية». وكان ميقاتي التقى ممثلة المفوضية العليا في الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينت كيلي، التي اكتفت بالقول إنها بحثت مع رئيس الحكومة «في أوضاع النازحين السوريين في لبنان». وفي السياق، أثار رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل في روما مع وزيرة خارجية إيطاليا ايما بونينو، الوضعين اللبناني والإقليمي والحراك الأوروبي والأميركي والروسي الناشط في محاولة جديدة لإيجاد حل للأحداث في سورية. وأكدت بونينو دعم بلادها «الكامل للاستقرار في لبنان والعمل على بقاء قوات «يونيفيل» كعامل استقرار في المنطقة»، معلنة تأييدها «قيام مؤتمر دولي لمعالجة ملف النازحين». وقال الجميل بعد اللقاء: «وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي التقته نظيرته الإيطالية قبل يومين، مهتم بوضع أسس الحل مع المجتمع الدولي، بما يضمن تسوية لا تزال قيد التشاور للأزمة في سورية من خلال تطوير أسس «جنيف-1» والسعي نحو «جنيف-2» المرتقب في بداية الشهر المقبل، شرط تذليل عوائق تعترض نجاح المؤتمر، مثل التفاهم بين النظام والمعارضة على شكل المرحلة الانتقالية». وقال الجميل إنه طلب «دعم إيطاليا ضمن أسرة الاتحاد الأوروبي وضمن المجتمع الدولي لتأييد «إعلان بعبدا» ومبدأ الحياد الذي أقره لبنان، وهذا الإعلان يعزز فرص السلام في المنطقة، خصوصاً في ضوء الحديث عن امكان استئناف مفاوضات السلام. ومن المفيد أن يتبنى أصدقاء لبنان مفهوم الحياد الإيجابي للبنان». ووعدت بونينو كما قال «بمتابعة رسالته من خلال مجلس الوزراء الإيطالي». الحملة السعودية وفي السياق، سلم مدير مكتب «الحملة الوطنية السعودية» في لبنان وليد جلال دفعة مالية بنسبة 60 في المئة من قيمة مشروع تكفل لثلاثة آلاف طالب سوري لكل من «مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» و «مدارس جمعية التربية الإسلامية» من شأنها تغطية رسوم الدراسة، على أن تقوم «الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين» في نهاية العام الدراسي الحالي بتكملة النسبة المتبقية من تكاليف الدراسة، وهي 40 في المئة من رسوم الدراسة.