أعلن مجلس طرابلس المحلي مساء امس السبت إضرابا عاما في العاصمة الليبية لمدة ثلاثة ايام اعتبارا من اليوم الاحد "حدادا على أرواح أبناء ليبيا" الذين سقطوا في المواجهات المسلحة التي شهدتها المدينة الجمعة وخلفت اكثر من 40 قتيلا. وقال المجلس المحلي، وهو بمثابة مجلس بلدي، في بيان انه اعلن عن "إضراب عام في مختلف مناطق طرابلس الكبرى في كل القطاعات العامة والخاصة، ما عدا المرافق الصحية والمخابز والصيدليات ومحطات البنزين، حدادا على أرواح أبناء ليبيا وتضامنا مع أهاليهم، وذلك لمدة 3 أيام اعتبارا من (اليوم) الاحد". واضاف البيان "حرصا على وحدة الوطن ولم الشمل ودرءا للفتنة، وعملا بتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف يناشدكم مجلس طرابلس المحلي التهدئة وضبط النفس، وعدم التعرض للاشخاص وإيذائهم وعدم التعرض للممتلكات الخاصة والعامة وخصوصا في شهر محرم الحرام". واذ شدد المجلس على ان "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، دعا الى ان "نفسح المجال لأهالينا من مختلف مدن ليبيا الذين يبذلون مساعيهم الحميدة لرأب الصدع وإخماد نار الفتنة". وكانت مواجهات مسلحة جديدة اندلعت امس السبت في الضاحية الشرقيةلطرابلس، حيث تمكن مسلحون من منع عناصر من مليشيا مصراتة من دخول المدينة للانتقام لرفاق لهم قتلوا خلال مواجهات وقعت اول من امس الجمعة وخلفت اكثر من اربعين قتيلا. وبدا مساء امس ان العاصمة التي اغلقت معظم متاجرها نهارا استعادت هدوءها مع هبوط الظلام. وكانت المواجهات اندلعت بعد ظهر الجمعة حين اطلق افراد من مليشيا مصراتة متمركزة في حي غرغور بطرابلس النار على متظاهرين سلميين قدموا للمطالبة برحيل هذه الميليشيا عن العاصمة. وفي رد فعل على ذلك طرد مسلحون لفترة وجيزة الميليشيا من مقارها وأحرقوا جزئيا تلك المقار وسط اشتباكات دامية. لكن تعزيزات اولى من الرجال والسلاح وصلت ليلا من مصراتة الى العاصمة لتستعيد المليشيا مقارها. وقال وزير الصحة نور الدين دغمان ان اعمال العنف الجمعة خلفت 43 قتيلا على الاقل واكثر من 450 جريحا والحصيلة مرشحة للارتفاع.