غداة أعمال العنف الدامية التي هزت العاصمة الليبية، مخلفةً 43 قتيلاً وأكثر من 450 جريحاً، اندلعت اشتباكات عنيفة في ضواحي طرابلس الغرب أمس، بين مجموعات مسلحة محلية وأخرى قدمت من مصراته للانتقام لرفاقهم بعد حرق مقرهم في حي غرغور في طرابلس أول من أمس. وحاولت قافلة عربات مسلحة من مصراتة (200 كلم شرق العاصمة)، دخول التقدم باتجاه طرابلس ما أدى إلى اندلاع معارك في تاجوراء، الضاحية الشرقية للمدينة. وأقفل شباب تاجوراء (10 كلم عن طرابلس) المداخل والمخارج المؤدية إلى منطقتهم وبخاصة الطريق السريع الذي يربط شرق العاصمة بغربها ما أدى إلى ازدحام شديد في الطرقات الفرعية. وصرح عضو المؤتمر الوطني العام محمد ساسي بأن معارك اندلعت في تاجوراء أمس، واشتبكت ميليشيات متنافسة عند نقاط تفتيش أُقيمت لمنع دخول مزيد من رجال ميليشيا مصراتة إلى طرابلس. وصرح مصباح الحرنة آمر الكتيبة التي تتبع بشكل شبه رسمي وزارة الدفاع الليبية أن المواجهات بدأت صباحاً، حين هاجمت ميليشيا مصراتة ثكنة للجيش في تاجوراء بضواحي طرابلس، يسيطر عليها ثوار سابقون من طرابلس، ما أدى إلى سقوط قتيل وثمانية جرحى. وأضاف أن «المجموعات المصراتية انسحبت بعد أن استولت على العديد من تجهيزات الكتيبة من بينها أسلحة وسيارات وذخائر». وأكد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان حدوث المواجهات، داعياً «إلى ضبط النفس ووقف المعارك وعدم التمادي في المواجهة». وأضاف أن «الوضع سيزداد تعقيداً إذا دخلت مجموعات مسلحة أخرى إلى العاصمة وقد يؤدي ذلك إلى مذبحة». وأكد زيدان أن الساعات والأيام القليلة المقبلة «ستكون حاسمة في تاريخ ليبيا وفي نجاح ثورتها». وكانت الحكومة الليبية أعلنت في وقت سابق أمس، الحداد وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام على أرواح الضحايا الذين سقطوا أول من أمس في حي غرغور خلال التظاهرة التي كانت تطالب بإخلاء العاصمة من كافة المظاهر المسلّحة. من جهة أخرى، عبّر وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن «حزنه وأسفه لسقوط عدد من الضحايا خلال تظاهرة سلمية»، مؤكداً إدانته «حوادث العنف» التي شهدتها العاصمة الليبية أول من أمس. وناشد الوزير الإماراتي «جميع الأطراف الليبية نبذ العنف والحرص على وحدة ليبيا الوطنية والإقليمية». كما أعرب «عن تأييده لجهود الحكومة الليبية في مواجهة العنف وسعيها لبسط الاستقرار والأمن في البلاد». كما دانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا مقتل المتظاهرين السلميين في طرابلس أول من أمس، داعيةً إلى وقف فوري لهذه الأعمال. وأكدت البعثة على حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي، مشدّدة في الوقت عينه على أن «الاعتداء على المدنيين وتعريض حياتهم للخطر هو أمر مرفوض كلياً». وفي سياق آخر، أعلن متحدث باسم مؤسسة النفط الليبية أمس، أن الأمازيغ فكوا اعتصامهم في مجمع الغاز في مليتة (غرب) الذي تسبب في انقطاع خط أنابيب الغاز «غرين ستريم» الذي يغذي إيطاليا. وقال المتحدث باسم مؤسسة النفط الليبية محمد الحرايري: «فك المحتجون الأمازيغ مساء الجمعة اعتصامهم بعد تدخل المجلس المحلي (بلدية) في زوارة وأعيان من المنطقة». من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تقديم مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تتيح القبض على منفذي الهجوم على قنصليتها في بنغازي العام الماضي الذي أودى بحياة أربعة أميركيين بينهم السفير كريس ستيفنز. وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية إنه وبسبب الطابع الحساس لهذه القضية، لم يُنشر أي إعلان عن هذه المكافأة عندما تقررت مطلع العام الحالي.