تكشف الدورة السادسة من بانوراما الفيلم الأوروبي التي ستقام في القاهرة عن انطلاقة جديدة لهذا الحدث السينمائي الذي يعد بوابة الجمهور المصري لمشاهدة أحدث وأهم الأفلام الأوروبية التي أنتجت حديثاً، ولا سيما منها تلك الحائزة جوائز في المهرجانات العالمية مثل برلين وكان وفينيسا الى جانب تلك التي حققت نجاحاً تجارياً في دور العرض. وتحرص إدارة البانوراما، كما تقول مديرة المهرجان ماريان خوري ل «الحياة»، على «تنوع المادة السينمائية من أفلام حركة وتشويق وإثارة وجاسوسية لتعريف المتفرج المصري بأن السينما الأوروبية تصنع أفلاماً مسلية وقادرة على جذبه طوال مدة الفيلم والاستمتاع بفرجة بصرية ومتابعة مشوقة». وتعدد خوري أوجه التجديد حيث تقول: «منذ نهاية الدورة الماضية وهناك مجموعة شباب جديدة تعمل في تطوير الفعالية من جهة الإدارة والتدقيق في اختيار الأفلام». وتضيف: «هناك «تريلر» يعبّر عن فكرة التواصل بين الثقافات الأوروبية والمخزون الحضاري المصري، صنعه شاب يقدم إبداعه للمرة الأولى. والى هذا، عملنا على أن تخرج مطبوعات هذه الدورة في شكل يحمل مفهوم البانوراما الذي يدعو إلى الاطلاع على تجارب الآخرين وأن يستفيد المتفرج من تلك التجارب في التفكير في شكل أفضل لأن مشاهدة الأفلام الجيدة تطوّر من القدرة على التفاعل والتعايش واستيعاب قيم إنسانية في طيات اللغة السينمائية بدلاً من الحلقة المفرغة التي نعيشها في مصر منذ ثورة 25 يناير ولا نجد لها مخرجاً». وتدلل خوري على الشكل الجديد للبانوراما حيث تمتد هذا العام إلى عشرة أيام بمشاركة واسعة تضم أكثر من خمسين فيلماً في ثلاثة دور عرض وتخرج من القاهرة إلى المدن الجديدة حيث تعرض أفلام في سينما «بلازا» في مدينة الشيخ زايد. كذلك تشمل هذه الدورة مجموعة كبيرة من اللقاءات بين صناع الأفلام من مخرجين في الغالب وبين شباب السينمائيين، وذلك في برامج البانوراما التي تضم سبعة أقسام، القسم الرئيس هو الاختبارات الأوروبية من أفلام الإنتاج الحديث والتي أثارت ضجة حين عرضها في مختلف دول أوروبا مثل انكلترا وفرنسا وألمانيا وصربيا. وتحتفي البانوراما هذا العام بالسينما الاسكندنافية (وبخاصة النروج والسويد)، وتقول خوري: «من أهم منطلقات البانوراما، تغيير المفاهيم السائدة، فأردنا أن نعرف الجمهور المصري بأن هناك سينما جيدة وممتعة في هذه الدول، وفي الوقت نفسه نجعلها متاحة في عرض سينمائي تعقبه مناقشة مع مخرج الفيلم وأحد النقاد المصريين، بمشاركة الحضور، وبخاصة منه الشباب المهتم بهذه الأفلام، بدلاً من اللجوء إلى عمل «داون لود» من شبكة النت والحصول على نسخة رديئة». وفي برنامج «نظرة على السينما» تأتي أفلام المخرجة الفرنسية كلود دوني العاشقة لمصر والتي ستشارك بنفسها و «نحاول حالياً أن نعد لها برنامجاً للتشاور مع المخرجين المصريين في شكل ما»، وتعتبر خوري أن مشاركة فيلم «جيرافادا» بحضور بطليه الفلسطينيين محمد وصالح بكري من أهم أحداث البانوراما وكذلك عرض الفيلم الكلاسيكي «الجميلة والوحش» للمخرج الفرنسي جان كوكتو في قسم «كلاسيكيات البانوراما» مع فيلم «هيروشيما... يا حبي» لآلان رينيه في نسخ مرممة، ما يعتبر إضافة قوية لدورة هذا العام. ويتميز قسم «العمل الأول» بأنه يضم أفلاماً من العالم كله بهدف خلق ملتقى لأصحاب التجربة الأولى لأنها عادة ما تكون تجربة مهمة في حياة المخرج، وهناك في هذا الإطار أفلام من الهند والولايات المتحدة ومصر وعدد من الدول الأوروبية وستكون هناك لقاءات وورش عمل في ما بين هذا النوع من المخرجين. وللمرة الأولى تقيم البانوراما قسماً للأفلام القصيرة، وتقول خوري: «بالتعاون بين شركة أفلام مصر العالمية والسفارة البريطانية، أقدمنا على إنتاج خمسة أفلام قصيرة حيث طرحنا أعلاناً قبل ستة أشهر لمسابقة بعنوان «المرأة في مصر الجديدة» ودخل المتسابقون الذين وقع عليهم الاختيار في ورشة عمل سينمائية. وتتراوح مدة الفيلم من 5 إلى 10 دقائق وستجرى مسابقة لهذه الأفلام داخل البانوراما بحيث يحصل الفائزون على كاميرات سينما ديجيتال ومنح لإنتاج أفلام أخرى». ولأن البانوراما تريد ان تعلي من شأن التعلم، يعني قسم «التعليم والسينما» باكتشاف المناطق التي تحمل قيماً نبيلة أو عكسها وطرحها للنقاش لأن كل فيلم عادة ما يحمل الاثنين، كما قامت إدارة البانوراما بإرسال نسخ من أفلام عدة الى المدارس لمشاهدتها قبل موعد البانوراما، كما تتيح الإدارة 50 مقعداً في كل حفلة عرض لطلبة المدارس والجامعات، أما طلاب معهد السينما فتم عمل بطاقات دخول مجانية لهم. من جهة أخرى، صرحت خوري بأن هذه الدورة مهداة إلى روح السينمائي والناقد رفيق الصبان الذي «كان دائم المشاركة بأفكاره وإدارته لبعض الندوات مرحباً بذلك حتى لو كانت لأفلام لشباب غير معروفين»، معربة عن افتقار البانوراما الى رؤيته التي كانت تدعم نشاطها. وأشارت خوري الى أنه سيتم الكشف عن كل تفاصيل البانوراما هذا العام وضيوفها خلال المؤتمر الصحافي الذي يقام في السادسة من مساء الأحد المقبل في فندق ماريوت. ... والدورة ال 20 لمهرجان السينما الأوروبية في لبنان ... وفي بيروت عقدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا أيخهورست مؤتمراً صحافياً في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) قدمت فيه الدورة العشرين لمهرجان السينما الأوروبية الذي سيقام من 20 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول (ديسمبر) في صالتي سينما متروبوليس، أمبير صوفيل (الأشرفية). وتتولى بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان تنظيم مهرجان السينما الأوروبية بالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ومراكزها الثقافية، وبرعاية معالي وزير الثقافة. ويفتتح مهرجان السينما الأوروبية، كما جاء في بيان أصدره منظموه، الأربعاء المقبل بالفيلم الروماني Child's Pose للمخرج كالين بيتر نتزر، الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي 2013. كما يتضمن المهرجان في دورته العشرين مجموعة منوعة من العروض والأحداث: 37 فيلماً روائياً حديثاً من دول الاتحاد الأوروبي، مما يسمح للجمهور بمشاهدة أفلام تميزت وحازت على جوائز في أهم المهرجانات العالمية، فضلاً عن أول أو ثاني إنتاج لمخرجين واعدين. 6 أفلام من تلك التي نالت استحساناً كبيراً لدى جمهور المهرجان خلال العقدين الأخيرين، احتفالاً بالدورة العشرين لمهرجان السينما الأوروبية في لبنان. فيلم روائي من كل من سويسرا وصربيا، وهما ضيفا المهرجان هذه السنة. فيلم وثائقي للمخرج الفلسطيني خليل المزين. 20 فيلماً قصيراً من إخراج طلاب من عشرة معاهد سينما في لبنان. ومن بين الأفلام الروائية الطويلة، ثلاثة أفلام للأطفال. ويدعو المهرجان أطفالاً من فئات اجتماعية واقتصادية فقيرة ومن اللاجئين إلى مشاهدة هذه الأفلام. وأضاف البيان: «من أجل تشجيع المواهب الشابة، يمنح المهرجان – وللسنة الثالثة عشرة توالياً – جائزتين للأفلام اللبنانية القصيرة من إخراج طلاب في معاهد الفنون السمعية والبصرية اللبنانية. ويكافئ كلاً من الفائزين بإتاحة الفرصة لهما لحضور مهرجان دولي بارز للأفلام القصيرة في أوروبا، وذلك بفضل معهد غوته والمعهد الثقافي الفرنسي. ومن اجل دعم الثقافة الأوروبية وإيصالها إلى أكبر فئة من الجمهور في لبنان، سيقام مهرجان السينما الأوروبية هذه السنة في طرابلس (1-4 كانون الأول) وزحلة (2-4 كانون الأول) وجونيه (5-13 كانون الأول)، وصيدا (4-5 كانون الأول)، وللمرة الأولى في النبطية (5 كانون الأول) وصور (6 كانون الأول) وبعقلين (12 كانون الأول)، حيث سيُعرض عدد من الأفلام في هذه المدن السبع، بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي فيها. وكحدث خاص، سيعرض المهرجان الفيلم الألماني الصامت Metropolis لفريتز لانغ الذي أنتج في عام 1927، في نسخته المرممة والتي تم الكشف عنها في مهرجان برلين السينمائي في عام 2012. وسيرافق عرض الفيلم موسيقى حية من تأليف الموسيقي اللبناني ربيع بعيني وأداء ربيع بعيني وتوماسو كابيلاتو، موسيقي وعازف إيقاع إيطالي (...). وعلى هامش المهرجان أيضاً، تنظم مؤسسة سينما لبنان ورشة عمل لإعادة كتابة السيناريوات بالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي والمعهد الفرنسي في لبنان وكتلة بيروت الإبداعية بين 25 و29 تشرين الثاني.