بعدما عبرت القارة الأفريقية بكاملها في جرار، تنوي مغامرة هولندية أن تصل أيضاً إلى القطب الجنوبي بالوسيلة نفسها. عند رؤية هذه الشابة بفستان رمادي قصير، يصعب على المرء أن يصدق أنها تستعد لقطع مسافة 4500 كيلومتر في الثلج والجليد. وعندما تسأل إذا كانت مغامرتها هذه تعتبر ضرباً من الجنون، ترد مانون أوسيفورت البالغة من العمر 38 عاماً قائلة يظنون ذلك "إلى أن يلتقوا بي". وهي تضيف أن "الجرار يرمز بالنسبة لي إلى ما قد يحققه المرء لو ثابر في جهوده وحافظ على حسه الفكاهي حتى لو لم يكن سريعاً جدّاً". وبانتظار الإنطلاقة الكبيرة، تحضر المغامرة الهولندية جرارها الكبير الأحمر المزود بعجلات معززة في مرآب في الكاب في جنوب أفريقيا. وينبغي أن يكون محرك الجرار وهو من صنع "مايسي فيرغسون" ويشبه شاحنة صغيرة يعمل على مدار الساعة كي لا يتجمّد. ومن الجيد أن يسير "بسرعة 10 كيلومتر في الساعة والأفضل هو 15 كيلومتراً في الساعة" على حد قول سائقته. وستستقل مانون أولاً طائرة شحن روسية للوصول إلى قاعدة "نوفولازاريفسكاي" على سواحل القطب الجنوبي قبالة جنوب أفريقيا في 21 تشرين الثاني (نوفمبر)، لكنها لن تذهب لوحدها في هذه المغامرة، إذ سيرافقها الفرنسي نيكولا باشليه المتخصّص بالميكانيك ويتشارك معها في القيادة، بالإضافة إلى ستة أشخاص آخرين، من بينهم فريق تصوير فيلم وثائقي. وتشبّه مانون هذه المغامرة ب"المرحلة الأخيرة من رحلة طويلة". وبدأت هذه المغامرة في العام 2005، عندما ألّفت هذه الممثلة والمخرجة مسرحية عن فتاة تجول العالم على جرار. فخاضت هي نفسها هذه المغامرة من مسقط رأسها في هولندا إلى الكاب في جنوب أفريقيا. وتخبر الشابة الملقبة ب"فتاة الجرار" أن "الناس كانوا يضحكون في مصر والسودان عندما يرون امرأة تقود جراراً. وساعدت عدداً كبيراً من السيارات أو الشاحنات التي كانت تواجه مشاكل". ولم تخل هذه المغامرة من خيبات الأمل، فشرحت "انطلقت فيها عندما كنت في السابعة والعشرين وعندما وصلت إلى ناميبيا لم تكن الأمور على ما يرام، وأدركت أنني أناهز الثالثة والثلاثين، ويبدو أن المغامرة لن تنتهي يوماً". وعادت مانون إلى هولندا إثر وصولها إلى الكاب بعدما فاتتها السفينة التي كان من المقرّر أن تنقلها إلى أنتركتيكا. وفي خلال تلك الفترة قبل عودتها مجدداً إلى الكاب، كتبت "فتاة الجرار" كتاباً عن رحلتها وباعت قمصاناً عليها رسمات جرار وأنجبت طفلاً وأصبحت ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وبحثت عن جهات تموّل مغامرتها هذه التي لم تنجزها بعد. ووعدت مانون أن تبني رجلاً ثلجياً كبيراً في القطب الجنوبي. وهي تتعهد أن تجعل من هذه المغامرة "شاهداً على أحلام العالم، كي يتمكن الكبار والصغار من الإطلاع على أعمال تطرقت إلى أحلامنا وليس إلى مؤلفات عن السياسة والحروب فحسب". لكن مانون تأسف على أن مغامرتها هذه ستفوّت عليها قضاء فترة عيد الميلاد مع ابنتها.