اختلف الحضور في الملتقى الثقافي بنادي الرياض الأدبي مساء (الثلثاء) الماضي، حول النظرة الذكورية والأنثوية للآخر، وهل التأثير بيولوجي أم اجتماعي. وأوضحت الورقة التي قدمها الدكتور سعد البازعي وعنوانها: «اهتمامات أقلوية: نساء عند التقاطع الثقافي» وجود فريقين من الباحثات فريق غربي - أوروبي - أميركي، يتعاطى ويُعنى بالثقافة الشرقية وفريق من الباحثات العربيات اللاتي تناولن باهتمام الثقافة الغربية، وأن رؤية كلا الفريقين للثقافة الأخرى تتسم بالتعاطف والإعجاب في معظم الحالات. وتساءل البازعي: هل التعاطف والإعجاب في الرؤيتين المتقابلتين يدلان على أن رؤية المرأة للثقافات الأخرى تختلف عن رؤية الرجل؟ أي هل هناك فروق جندرية بين النظرة الذكورية والأنثوية للآخر؟ وفي المداخلات حول الورقة قال الشاعر والإعلامي عبدالله الزيد إن التفريق بين الرجل والمرأة في التناول هو تفريق مصطنع، «فالفرق الوحيد بين نتاج المرأة والرجل هو اسم الكاتب الذي سيكون رجلاً أو امرأة في الأخير». فيما أشارت الدكتورة سعاد المانع إلى أنها تبحث في كتابة السيرة الذاتية لدى النساء، مستبعدة أن تكون الفروق - فيما لو وُجدت - لمجرد تكوين بيولوجي، إنما هي نتاج بيئي اجتماعي. ورأى محمد القويعي انتفاء وجود فروق في الكتابة أو التلقي بين الرجل والمرأة، «بل إن المرأة قد تفوق الرجل في جانب الوصف»، لافتاً إلى أنه عثر منذ أعوام على قصاصة نشرتها إحدى الفتيات في إحدى الصحف «وصفت حيًّا قديماً في الرياض وصفاً دقيقاً ورائعاً»، دفعته للاحتفاظ بها، إذ لفتت انتباهه لجوانب في الحي لم ينتبه لها على رغم الأعوام الطوال التي عاشها في ذلك الحي ومعرفته بتفاصيله كافة. وكان من بين المتحدثات رجاء حسين وسارة الرشيدان وملاك الخالدي ومنى البليهد. وتوقفت الرشيدان عند عدد من النقاط المهمة في الورقة، بينما أشارت الخالدي إلى أن موقف المرأة السعودية من الآخر ينقسم إلى قسمين رئيسين: «ثقافي راغب في معرفة الآخر وينظر إليه بوصفه مسانداً للحصول على حقوقه، وموقف معاكس يرفض الآخر ويراه مصدر خطر». واحتجت البليهد على الرواية السعودية لما رأت فيها من تصوير غير مقبول إسلامياً للمرأة السعودية. وتطرق الحديث إلى السيرة الذاتية وإشكال كتابتها، سواء لدى الرجل أم المرأة، فأشار الدكتور سعد البازعي - مختتماً اللقاء - إلى أن الرواية تستطيع أن تقول ما لا يُستطاع قوله في السيرة الذاتية، إذ إن الكثير من الروائيين والروائيات تحدثوا عن تفاصيلهم وتجاربهم على ألسنة شخصيات رواياتهم، مؤكداً أثر الجانب الفسيولوجي لدى المرأة على مستوى القضايا التي تشغلها وتتناولها، بخلاف ما تؤكد عليه بعض الاتجاهات النسوية من أن الأنوثة مصنوعة اجتماعياً ليس أكثر. ودعا الدكتور البازعي إلى التواصل مع الملتقى الثقافي، للاطلاع على أوراق العمل التي طُرحت وستُطرح فيه عبر العنوان البريدي ([email protected]).