أقام نادي الرياض الأدبي الثقافي، ليلة البارحة الأحد، أمسية ثقافية بعنوان (الرواية النسائية السعودية) وذلك ضمن نشاطات جماعة السرد، حيث استضاف النادي كلاً من د.بسمة عروس والأستاذ خالد الرفاعي والروائية منيرة السبيعي. قدم مساء الرواية الدكتورة ميساء الخواجا، والأستاذ عبد الواحد اليحيائي، حيث تناولت الدكتورة بسمة كهاوية في البحث العلمي في مجال الرواية النسائية.. فبدأت من سؤال القراءة في الرواية النسائية، قراءة حاولت فيها بنت عروس أن تخالف السائد، باتجاه رؤية مختلفة، عبر عدة مداخل كروافد لقراءة مختلفة.. والتي طرقتها بسمة من خلال كتابة الرواية عبر الأدب النسائي المتمرد، الذي يتحدى السلطة الذكورية في مضمار الرواية، لتقديم نص ما.. بعيدا عن جوانب الفضائحية من جانب، أو مايسمى بكشف المستور في جانب آخر، من خلال دراسة مفهوم الإيغال في السرد النسائي. كما تناولت د.بسمة فكرة تشكلات الجسد الأنثوي، باعتبارها حاضرة وذات تأثير كبير، عبر حضوره المختلف الذي يتجاوز الحضور المادي إلى خصائص إنسانية أنثوية ذات دلالات بعيدة ومختلفة.. خصوصا إذا ما كانت ضمن نشاط لغوي سردي مختلف كما لدى الروائية رجاء عالم. طرقت بعد ذلك بنت عروس عددا من النصوص الروائية التي أخضعتها لرؤية هواية تعمل بأداوت علمية تكشف عن زوايا وأغوار قابعة في نصوص سردية لروائيات في مشهدنا الثقافي كالمنظور (الأجناسي) متطرقة عبر هذا المحور إلى الشعرية في الرواية النسائية.. تلك الشعرية التي لم تخرج الرواية من حيز السرد الروائي.. وصولا إلى الحضور الاستيهامي. كما تناولت ورقة بسمة، عددا من الروايات التي استعرضت من خلالها الرواية والقصة القصيرة، البديات الروائية، الشكل الروائي، البوح الذاتي.. وصولا إلى آخر محطات الورقة التي ركزت فيها الدارسة على الدراسة الثقافية في الرواية التي استعرضتها عبر العديد من روافد هذا الجانب وتأثيرها على النسيج الروائي. بعد ذلك تناول خالد الرفاعي العديد من التساؤلات حول الرواية النسائية من حيث القيمة، والحضور، والمستوى، عبر العديد من الأسئلة العامة والخاصة.. ومدى تعامل النقاد مع هذه الأسئلة عبر مسارات مختلفة. استعرض بعد ذلك الرفاعي العديد من المحاور حول الرواية النسائية مما أسماه بظواهر وذلك من خلال:الحقل التاريخي، فالجانب الموضوعي، وصولا إلى ظاهرة القضايا، ومنها إلى ظاهرة الفنيات. مضى خالد بعد ذلك مستعرضا مظاهر التجديد في الرواية النسائية، معرجا على العديد من آراء النقاد المصاحبة لنمو الرواية النسائية.. مواصلا الحديث عن جوانب الثراء ومظاهر الضعف لدى الراوية السعودية التي يصفها بضعف الوعي، سيطرة الوظيفية على الساردة، ضعف المستوى اللغوي، ضيق الطاقة الإبداعية. بعد ذلك تحدثت الروائية منيرة السبيعي عن تجربتها الشخصية في الفن الروائي، عبر طفولتها التي كانت تبحث فيها عن عالم القصة، وتعيش أفكارها، وتعبر عبر مخيلتها تلك القصص إلى عالم الأدب بوجه عام، وصولا إلى أعمال روائية تحاول أن تطالها يداها، فيما شهدته الساحة الثقافية من نتاج سردي قليل، تحاول أن تعوضه بما أمكنها، من قراءات مهجرية تارة، وقراءات فلسفية وعلم نفس، وأدبية وثقافية تارة أخرى. عم سأكتب؟سؤال أجابت عليه السبيعي في مرحلة ما بعد الدراسة الجامعية، عبر مرحلة متقدمة مع تجربة منيرة في عوالم القراءة عامة، والسردية خاصة، لتجد الفكرة تولد ذهنيا عبر نص قصصي بدأ ينمو بين يديها على أن يكتمل نموه في (بيت الطاعة). اختتمت منيرة تجربتها الرواية عبر مسيرتها باتجاه الاهتمام الإبداعي، من خلال تجربتها الأولى وما صاحب تجربتها من رؤية ذاتية تجاه نتاجها، وما صاحب تلك التجربة من خطوات صاحبت تأليفها ونشرها لتجربتها الروائية. أعقب ذلك العديد من المداخلة والأسئلة من الحاضرات والحضور، الذين تقاطعت أسئلتهم ومداخلاتهم في العديد من المحاور والظواهر، وخصائص الرواية النسائية في مشهدنا المحلي.. إلى جانب ما تناولته قراءات المساء من نصوص روائية تناولها الحضور بين مد القبول وجزر الرفض، إضافة إلى عدد من المحطات حول تجربة الروائية السعودية، وموقف النقاد من هذه التجربة، وما أغفلته الدراسات في هذا الحقل، وما أهمله النقاد.