أعلنت حكومة جمهورية الكونغو الديموقراطية أمس، «انتصارها الكامل» على متمردي حركة «ام 23» الذين اعلنوا إلقاء سلاحهم بعد 18 شهراً من تأسيس الحركة، وفرّ بعضهم الى رواندا المجاورة، بينهم القائد العسكري للحركة سلطاني ماكينغا. وقال لامبير ميندي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة: «أخلى آخر فلول «ام 23» أماكن تحصنهم في شانزو ورونيونيي تحت ضغط القوات المسلحة اللتين دخلتهما، ما يجعله انتصاراً كاملاً للجمهورية». وكشف ضابط في الجيش ان مقاتلي «ام 23» أحرقوا 42 آلية ومخازن ذخائر، بعد معارك استمرت طوال الليل، ثم فروا في كل الاتجاهات لمحاولة انقاذ انفسهم. وتلى ذلك اصدار الحركة بياناً وقعّه رئيس الجناح السياسي لحركة التمرد برتران بيسيموا أفاد بأن «ام 23 قررت انهاء تمردها، وهي مستعدة لتوقيع اتفاق سلام مع الحكومة بلا شروط وفي أي وقت يحدده الوسيط الأوغندي، لأن هذا الأمر يعبر عن إرادة كل أطراف الحوار». واضاف: «نطالب كل قادة الحركة بتحضير رجالهم لعملية نزع الاسلحة، وانهاء التجنيد والاندماج في المجتمع، في عملية سيجري التوافق على اجراءاتها مع الحكومة. وسنواصل البحث عن حلول للأسباب العميقة التي ادت الى انشاء الحركة»، علماً انها ضمت منشقين سابقين عن الجيش معظمهم من التوتسي الذين دمجوا في الجيش قبل ثلاث سنوات بعد اتفاق سلام. وكانت الحركة احتلت في اوج قوتها غوما لأيام، قبل ان تتراجع بسبب ضغط المجتمع الدولي. ترافق ذلك مع اعلان قادة 18 دولة افريقية اثر قمة اقليمية ان كل الاطراف مستعدة لتوقيع اتفاق، شرط ان تعلن «ام 23» علناً تخليها عن التمرد. ويتفاوض الطرفان في كامبالا برعاية اوغندا منذ كانون الاول (ديسمبر) الماضي. لكن المحادثات متعثرة منذ اسابيع بسبب قضية العفو الذي تطالب به الحركة لمقاتليها، بينما ترفض جمهورية الكونغووالاممالمتحدة ان يستفيد من ذلك قادة الحركة المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وانتهاكات خطرة اخرى لحقوق الانسان. ومنذ سقوط آخر معاقلهم واكبرها في منطقة بوناغانا عند حدود اوغندا، تراجع المتمردون الى ثلاث تلال حولها في جبال مبوزي ورونيونيي وشانزو التي تقع عند اطراف رواندا واوغندا المجاورتين على ارتفاع نحو ألفي متر. وسقطت مبوزي اول من امس، قبل ان ينضم عناصر كتيبة قوات الأممالمتحدة في الكونغو الديموقراطية (مونوسكو) الى القوات الحكومية لقصف مواقع المتمردين بمدافع الهاون، بعد مقتل ستة مدنيين بقذائف سقطت على بوناغانا. ومع بداية الهجوم على آخر معاقل الحركة السبت الماضي، تراوح عدد متمردي «ام 23» المعتصمين في مبوزي ورونيونيي وشانزو بين 200 الى 300. ويبدو ان رواندا وأوغندا تخلتا عن الحركة التي اتهمتهما الاممالمتحدة بدعمها، وذلك اثر ضغوط ديبلوماسية شديدة خصوصاً من الولاياتالمتحدة.