وصل حوالى 300 شرطي كونغولي إلى غوما (شرق) أمس، لضمان أمن المدينة بعد انسحاب متمردي حركة «أم 23» منها، والذي يفترض أن ينتهي اليوم، على رغم اتهام زعيم حركة التمرد الجنرال سلطاني ماكينغا الأممالمتحدة بعرقلة انسحاب رجاله. وصرح ناطق باسم قوات الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو (مونوسكو) مانوغي مونوباي أن الشرطيين وصلوا على متن زوارق من مدينة بوكافو في بحيرة كيفو، على بعد مئة كلم جنوباً، إلى ميناء غوما الحدودي مع رواندا. وأشار إلى أن 450 شرطياً سينتشرون في المنطقة، إضافة إلى عدد من جنود الجيش الكونغولي، ومئة جندي تنزاني سيتمركزون في المطار، تنفيذاً لوساطة دول منطقة البحيرات العظمى المكلفة إيجاد حل للأزمة المستمرة منذ 8 شهور في شرق الكونغو الديموقراطية. وفي نيويورك، أعلنت الأممالمتحدة أن مروحيات بعثتها في الكونغو ستراقب الانسحاب جواً، في حين يتوقع وصول قادة أركان جيوش بلدان منطقة البحيرات إلى غوما، للتأكد من الانسحاب. وسيطر المتمردون الذين يقاتلون منذ نيسان (أبريل) الجيش النظامي في شمال كيفو، على غوما في 20 الشهر الجاري، ثم وافقوا هذا الأسبوع على وساطة دول البحيرات العظمى على الانسحاب من المدينة ومواقع أخرى محيطة بها، في مقابل نظر حكومة الكونغو بمطالبهم. وفي ساكي التي تبعد 30 كيلومتراً غرب غوما، نزل مئات من المتمردين من التلال المحيطة بالبلدة، حاملين أسلحتهم وذخيرتهم وأمتعتهم، وتجمعوا أسفل التلال على الطريق الرئيسة المؤدية إلى ساكي. وفيما تتهم كينشاسا والأممالمتحدة رواندا وأوغندا بدعم «أم 23»، وهو ما ينفيه البلدان، قررت الحكومة البريطانية تعليق المساعدات التي تمنحها لروندا، بسبب «دورها في الصراع الدائر في الكونغو». وأعلنت وزيرة التنمية الدولية في بريطانيا جوستين غريننغ أن حكومة بلادها لن تمنح رواندا الدفعة المقررة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل من موازنة الدعم التي خصصتها لها، وقيمتها 21 مليون جنيه استرليني، بسبب تقارير موثوقة عن دعمها ميليشيا أم 23، ما يشكل خرقاً لمبادئ الشراكة المنصوص عليها في مذكرة التفاهم بين البلدين». وكانت بريطانيا علّقت في تموز (يوليو) الماضي الدفعة الأخيرة من المساعدات البالغة 16 مليون جنيه استرليني لرواندا، على خلفية تقرير أصدرته الأممالمتحدة حول دعمها متمردي الكونغو.