واصلت قوات الرئيس بشار الأسد تقدمها في ريف حلب في شمال سورية، بعد سيطرتها أخيراً على مدينة السفيرة الاستراتيجية، في حين قامت قوات النظام مدعومة بمقاتلين شيعة بهجمات مركزة في الضواحي الجنوبية لدمشق. وفي محافظة الحسكة نجح الاكراد في طرد الجهاديين من 19 قرية جديدة. واكتفت وسائل الإعلام الحكومية السورية أمس بالقول إن «وحدات من جيشنا الباسل تعيد الأمن والاستقرار إلى قرية العزيزية شمال مدينة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الشرقي». وهذا التقدم الأول الذي يُسجل لقوات النظام من السفيرة في اتجاه مدينة حلب التي تتقاسمها القوات النظامية وقوات المعارضة. كما أشار الإعلام الرسمي السوري إلى قيام الجيش «بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني» بصد «هجوم من إرهابيي جبهة النصرة على بلدة عرنة» في القنيطرة في الجولان، وزعم أن جرحى من بين المهاجمين نُقلوا للعلاج في مستشفيات إسرائيلية. وفي محافظة ريف دمشق، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة» دارت أمس بين القوات النظامية تساندها عناصر «جيش الدفاع الوطني» و «حزب الله» اللبناني إضافة إلى مقاتلين من «لواء أبو الفضل العباس» (يضم مقاتلين شيعة سوريين وأجانب)، من جهة، وبين مقاتلي «الكتيبة الخضراء» التي تُعرف باسم كتيبة «الاستشهاديين» وكتائب مقاتلة عدة، من جهة أخرى، على محور مقر للمخابرات الجوية في بلدة السبينة في ضواحي دمشق. ولفت «المرصد» إلى ورود أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وترافقت الاشتباكات مع قصف القوات النظامية على منطقة جمعيات السبينة، في حين تعرضت مناطق في قرية دربل وبلدة بيت جن ومحيط تل حربون لقصف من قوات النظام ترافق مع حركة نزوح للأهالي. وفي محافظة حمص وسط البلاد، تحدث «المرصد» عن مقتل سبعة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال وسيدة وإصابة نحو 40 بجروح نتيجة انفجار عربة مفخخة في قرية الثابتية (شرق مدينة حمص) التي يقطنها مواطنون شيعة. وأشار «المرصد» إلى أن الطيران الحربي «نفّذ عدة غارات جوية على مناطق في بلدتي حوارين ومهين». وفي محافظة حلب، أفاد «المرصد» عن ناشطين إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام اعتقلت (أول من) أمس قائد كتيبة مقاتلة وآخر في منطقة الإذاعة وسيف الدولة بتهمة سرقة المال العام والخاص والتعاون مع لواء شهداء بدر». وأطلعت «الحياة» على بيان نشرته مواقع على الإنترنت باسم «ولاية حلب» في «الدولة الإسلامية» يؤكد أنها اعتقلت مسؤول «لواء شهداء بدر» بزعم ممارسات مشينة تقوم بها جماعته ضد عائلات مسلمة يُطلب منها مثلاً دفع فدية لأن فرداً منها متهم بأنه «شبيح»، إضافة إلى سلسلة من الأعمال الأخرى المزعومة المخالفة للشريعة الإسلامية. من جهة أخرى، أورد «المرصد» معلومات أيضاً عن قيام «الهيئة الشرعية في حريتان وكتائب أحفاد عمر وكتيبة جند المولى وكتيبة شهداء رتيان وكتيبة سيوف الشهباء وكتيبة نور الشام الإسلامية وكتيبة الأنصار، بمبايعة جبهة النصرة، على السمع والطاعة والجهاد في سبيل الله». وأبلغ نشطاء «المرصد السوري» أن المبايعة يُعتقد أنها جاءت «خوفاً من سيطرة الدولة الإسلامية على المناطق التي تسيطر عليها هذه الكتائب». الاكراد والجهاديون في غضون ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير له من محافظة الحسكة السورية، إلى سيطرة مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردي» في شكل كامل على 13 قرية ومنطقة جديدة في ريف مدينة راس العين على الطريق الواصل بين مدينتي راس العين والحسكة والذي يمر بمدينة تل تمر. ويُعتبر هذا التقدم للأكراد نكسة ل «الجهاديين» الذين تردد أنهم يحشدون قواتهم لشن هجوم معاكس. وأشار «المرصد» في بيان إلى أن من بين القرى التي سيطر عليها الأكراد قرية مشرافة، ليرتفع بذلك عدد القرى التي سيطرت عليها «وحدات حماية الشعب الكردي» منذ بدء الاشتباكات قبل نحو يومين إلى 19 قرية، بعدما سيطرت في اليومين الماضيين على ست قرى هي الأسدية التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة الأيزيدية، وبير نوح وجكيما وتل ذياب وقصير وقرية مجيبرة. وأشار «المرصد» إلى أن السيطرة على هذه المناطق جاءت «عقب اشتباكات عنيفة لمقاتلي وحدات الحماية (الأكراد) مع الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي الكتائب المقاتلة وجبهة النصرة». لكنه لفت إلى أن لا معلومات تفصيلية حتى الآن عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الطرفين. وبعدما أشار إلى أن الاشتباكات «تستمر بشكل متقطع بين الطرفين»، أورد أن «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة الأخرى قامت بحشد مقاتليها من محافظات عدة مجاورة لمحافظة الحسكة في منطقة رأس العين. كما أشار إلى أن «الكتائب المقاتلة والدولة الإسلامية تحاول اقتحام عدة قرى في ريف حلب الشمالي، حيث تدور اشتباكات بينها وبين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي». وأوردت وكالة «فرانس برس» أنه تدور منذ أسابيع اشتباكات بين الطرفين في شمال شرقي سورية، تمكن الأكراد خلالها من طرد الجهاديين من مناطق عدة أبرزها مدينة راس العين. كما سيطر الأكراد في شكل كامل في 27 تشرين الأول (أكتوبر) على بلدة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق اثر اشتباكات عنيفة.